فضل العديد من وزراء حزب جبهة التحرير الوطني التزام الحياد تجاه أهم مرشحين بارزين لمنصب الأمانة العامة، الممثلين في رئيس الثلث الرئاسي محمد بوخالفة وعضو اللجنة المركزية الرئيس الأسبق للبرلمان عمار سعيداني، بينما تقاسمت محافظات الحزب الأدوار في تنشيط الحملة للمرشح الذي تميل إليه. وقالت مصادر ”الفجر” إن ممثلي الأفالان في الحكومة لم يدخلوا الحملة لصالح مرشح معين، وهو موقف يعكس بوضوح أن الحسم في المرشح القادم للأفالان لم يتم بعد. وحتى وإن فضل وزراء الأفالان عدم الجهر بمن سيمنحونه أصواتهم في الجلسة القادمة للجنة المركزية للحزب، إلا أن الحركية التي تشهدها محافظات الحزب بالولايات تعكس نوعا ما الميل المسبق لمرشح دون الآخر حسب كل منطقة، وهذا بدليل أن وزراء الأفالان هم مؤطرو المناضلين بالولايات وأكبر دليل خلال الحملات الانتخابية للمحليات والتشريعيات الماضية، حيث يكلف كل وزير بجهة معينة. وعلى هذا الأساس تحركت العديد من محافظات الجنوب لصالح دعم عمار سعيداني، وهذا بطريقة ذكية من خلال التزامها بالسير وراء المكتب السياسي الذي يشغل فيه عبد الرحمن بلعياط منصب المنسق. ومن ناحية أخرى تحركت العديد من محافظات الغرب الجزائري برعاية كاملة من طرف أعضاء اللجنة المركزية للحزب والحركة التقويمية لتزكية ودعم محمد بوخالفة، ونظمت حملة مسبقة لصالحه بحضور 13 محافظة من الغرب. أما بالنسبة لولايات الشرق فحالها مرتبط بدور نوابها، حيث يقود كل عضو لجنة مركزية الحملة في إطار إمكانياته، ويتقاسم أنصار عمار سعيداني وبوخالفة الأدوار لكسب مزيد من الدعم في أوساط أعضاء اللجنة المركزية بهذه الولايات استعدادا ليوم الحسم. وفي ظل هده الحملة، لا يزال وزراء الأفالان يتابعون الأمور من بعيد، ويتجنبون الانخراط المسبق في أي حملة، وهو موقف كرسوه قبل انعقاد الدورة الماضية للجنة المركزية للحزب، حيث لم يجهروا بمواقفهم إلا في آخر لحظة، وعندما جزموا أن الأمور مالت، وهو ما يفسر تريثهم الآن، خاصة وأن تاريخ استئناف الدورة تأجل إلى موعد غير معلوم.