توقع القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، الهادي خالدي، أن يتجاوز “الأفلان” أزمة الصراع على القيادة قريبا من خلال الاتفاق على “مرشح إجماع”، ورجح الوزير السابق ألا يتم المرور عبر الصندوق لانتخاب الأمين العام المقبل بخلاف ما يدعو إليه أنصار الأمين العام المسحوبة الثقة منه، عبد العزيز بلخادم، ولمّح خالدي إلى إمكانية تزكية السيناتور محمد بوخالفة لقيادة الحزب العتيد. احتفظ القيادي في جبهة التحرير الوطني، الهادي خالدي، بموقفه الناقم حيال الأمين العام السابق ل “الأفلان”، حيث لم يتوان في التأكيد بأن “عبد العزيز بلخادم أصبح جزءا من الماضي بالنسبة لنا”، في إشارة منه إلى رفض عودته مجدّدا إلى المنصب خصوصا وأن وجوها في اللجنة المركزية أعلنت أحقية ترشح بلخادم للمنصب الذي أزيح منه يوم 31 من شهر جانفي الماضي، وأراد خالدي بهذا الكلام قطع الطريق أمام أنصار الأوّل في مسعى منهم لاستعادة زمام المبادرة. وأظهر القيادي في “حركة التقويم والتأصيل” لحزب جبهة التحرير الوطني، تفاؤلا كبيرا بأن تتوصل الدورة الاستثنائية المرتقبة للجنة المركزية إلى إيجاد “رجل إجماع” دون اللجوء إلى الصندوق الذي يرى فيه تكريسا لمزيد من الانقسام في بيت “الأفلان”. وأضاف متحدّثا مع “الأيام” بأن الأمين العام المقبل للحزب “سيكون شخصية تاريخية”، وأكثر من ذلك أعقب بنوع من الثقة بقوله: “الحزب لن يُعطي هذه المرة قيادة الأمانة لمن هم أقل من 60 سنة”، في تلميح واضح منه إلى شخص السيناتور محمد بوخالفة الذي أعلن قبل يومين ترشحه رسميا للمنصب بدفع من جماعة عبد الكريم عبادة التي تدعمه بقوة على حساب عمار سعداني. وعلى حدّ ما جاء على لسان الهادي خالدي فإن اللجنة المركزية للحزب العتيد تبحث في هذا الظرف عن “مرشح إجماع يستجيب للملامح والمواصفات التي تمّ ضبطها من قبل الأعضاء ضمن العريضة التي كانت الأرضية الأساسية لسحب الثقة من عبد العزيز بلخادم أو عريضة الراحل عبد الرزاق بوحارة”، ومن أهم هذه المواصفات التي قدّمها محدّثنا “النظافة والالتزام بمكافحة الفساد والماضي الثوري النظيف”، وهو ما يعتبر أنه لا ينطبق على الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني عمار ساعداني الذي رشحته بعض الأوساط داخل الحزب لمنصب تولي زمام قيادة “الأفلان” في المرحلة المقبلة. واسترسل السيناتور خالدي بالتأكيد أن عددا كبيرا من القياديين “ضد إقصاء فئة المجاهدين”، مشدّدا على أنهم يدعمون فئة المجاهدين ومع أن تعود الأمانة العامة للحزب لأحد المجاهدين، ليضيف: “تجربة السنوات الماضية كانت فاشلة لما تم إسناد تسيير الحزب إلى مسؤولين أقل من ستين سنة”، وفي هذا الكلام انتقاد لتولي منصب الأمين العام من طرف علي بن فليس وعبد العزيز بلخادم على التوالي، وأشار إلى أن هذه الفترة “عرفت انشقاقات ومشاكل عديدة” وبالتالي “الإجماع سيكون هذه المرة حول شخصية تاريخية ستسهر على تصحيح مسار الأفلان”. ويبدو الهادي خالدي أكثر من متأكد بأن رجل المرحلة المقبلة في جبهة التحرير الوطني سيكون السيناتور محمد بوخالفة باعتباره “شخصية لها وزنها التاريخي”، متوقعا أن يتوجه أعضاء أعلى هيئة بين مؤتمرين نحو “الحكمة والرزانة وتغليب مصلحة الجزائر والحزب”. وتزامنا مع ذلك أكد بوخالفة أنه سيترشح لمنصب الأمين العام، مشيرا إلى أنه يبحث عن إجماع من قبل أعضاء اللجنة المركزية الذي هو في اتصال دائم مع كل الأطراف الذين هم فيها. ويعتقد السيناتور عن الثلث الرئاسي بأن الإجماع يسهل العمل السياسي ويعطي للأمين العام الجديد مصداقية أكثر من تلك التي يمنحها له الصندوق الذي يترك المسؤول ملتزما مع من انتخبوه، وخلص إلى أن “الإجماع فهو التزام تجاه كل أعضاء اللجنة أي تجاه كل من منحوه الثقة وزكوه لهذا المنصب”، لكن المأمورية لا تبدو سهلة وفق ما يعتقد خالدي وبوخالفة لأن أنصار بلخادم متمسكون بخيار الصندوق حتى وإن حصل التوافق على مرشح معيّن.