ينطلق هذا الاثنين في اليمن الحوار الوطني لتقرير مستقبل البلاد المهدد بمطالب الجنوب الانفصال عن الشمال الذي يضع وحدة البلاد التي تحققت قبل 23 عاما على المحك. ويمهد اللقاء الوطني لمؤتمر الحوار المنتظر خلال 6 أشهر الذي يجمع 565 مندوباً يمثلون الأحزاب السياسية والمحافظات الجنوبية والتمرد الشيعي الحوثي في الشمال، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني، حيث يفترض أن يصل الحوار إلى وضع دستور جديد للبلاد وفتح الباب أمام تنظيم انتخابات عامة شهر فيفري من السنة المقبلة، تزامنا مع انتهاء المرحلة الانتقالية التي بدأت في في نفس الشهر من الماضية بموجب اتفاق انتقال السلطة. كما يستعد الجناح الأكثر تشدداً في الحراك بزعامة نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض، للتظاهر ابتداء من اليوم في عدن رفضاً لهذا الحوار وتعزز القطيعة مقاطعة شريحة واسعة من الحراك الجنوبي للحوار الوطني. وكشف الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني أحمد عوض بن مبارك أن الرئيس عبد ربه منصور هادي ومبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر يقومان بجهود مكثفة لإقناع الفصائل المترددة في الحراك الجنوبي، وكسب جلوسها إلى طاولة الحوا، مشيرا إلى أن الأبواب مفتوحة في أي وقت لكل الفصائل التي تود الانضمام لمساعي الحوار المدعوم من قبل الأممالمتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، كما يتطرق الحوار إلى مسألة التمرد الشيعي الحوثي في شمال البلاد وتأجج التوترات الطائفية بين الشيعة والتيارات السنية المختلفة، بما في ذلك السلفيون والإسلاميون المنضوون تحت لواء التجمع اليمني للإصلاح، فيما يرى بعض المتتبعين للشأن اليمني أنه في ظل غياب الحراك الجنوبي المنقسم بين مطالبين بالفدرالية ومطالبين بالانفصال الكامل ستكون انطلاقة الحوار بروتوكولية ولا تحرز أي تقدم في القضية.