قدّم المخرج أحمد رزاق في عرض شرفي على ركح قاعة الموڤار مسرحيته الموسومة “هنّ والرجال قليل”، بأداء لأدوار العمل الذي أنتجه الديوان الوطني للثقافة والإعلام في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال، من ممثلات من المغرب، تونس ومصر، إلى جانب المخرج الذي قدّم الدور الرجالي. مسرحية “هنّ والرجال قليل”، التي تم عرضها أول أمس بقاعة الموڤار في العاصمة، حملت صبغة مغاربية وعربية خالصة تهدف إلى التقارب بين شعوب المنطقة وتجاوز الفوارق، من خلال مشاركة الثلاثي النسوي العربي، حيث قامت بأداء الأدوار كل من الممثلة المغربية ماجدة زبيدة، التونسية خديجة اليازيدي التي صممت السينوغرافيا، والممثلة المصرية ذات الأصول الجزائرية نريمان مشعل، رفقة مخرج العمل أحمد رزاق الذي جسد الشخصية الرجالية. في ديكور بسيط خصص للعرض اكتفى بعدد من المقاعد ولوحة الإلكترونية التي تشير إلى وقت الرحلات، حيث تتحرك في الشخصيات بكل حرية، وهي دليل على سعة المكان من خلال المشاهد التمثيلية والرقصات التعبيرية، وكذا الحركة الدائمة للمسافرين من كل الأجناس وبكل ما يحملونه من حقائب وغيرها من عناصر المتعة والجمالية. تتناول المسرحية، انطلاقا من أسلوب كوميدي هزلي، أحد المواضيع الراهنة وهي العولمة وما ينتج عنها من متغيرات اجتماعية و اقتصادية من خلال الصراعات والتمزقات التي تحدث في كثير من مناطق العالم، وخصوصا في الوطن العربي الذي عرف مؤخرا أحداث مؤلمة تحت اسم “الثورات العربية”، التي استطاعت أن تغيّر حياة المواطن العربي في مجالات شتى، حيث تمكن المخرج وكاتب النص من اختيار “المطار” بمثابة الفضاء الذي يجمع مختلف أنواع البشر بجميع دياناتهم وعاداتهم وغيرها ليفرقهم بعدها إلى وجهات متعددة. وهنا تكون نقطة التقاء ثلاث فتيات من المغرب، تونس ومصر، واللاتي تأخرت رحلاتهن نحو وطنهن الأم، بسبب الاضطرابات الجوية في فصل الصيف، مع وجود عامل الدهشة والاستغراب لما يحدث. ومع الأجواء المشحونة بالقلق والتوتر جراء التأخر الذي طال الرحلات الثلاث، يظهر شاب يبحث عن فتاة صاحبة حذاء أحمر، أعطاها موعدا افتراضيا هنا بعد أن تعرف عليها عن طريق الفايسبوك ولا يعرف عنها سوى الحرف الأول من اسمها، وأنها تلبس حذاء أحمر. تشاء الصدف أن تنطبق تلك الأوصاف على الفتيات الثلاث “ميمونة”،”مها” و”مهدية”، فيقع الشاب في حيرة من أمره، حيث يحاول اكتشاف حبيبته، لتبدأ الصراعات بينهن وبلهجاتهن المنوعة، حيث بعد رفض كل واحدة للشباب يتصارعن من أجل الفوز بقلبه. وأثناء التخاصم تظهر الكثير من المواقف الهزلية التي تواصل معها الجمهور.