يشتكي سكان مشاتي اولاد شبانة واخراط وبوالبلوط ببلدية العنصر 50 كلم شرقي الولاية جيجل من مشاكل عويصة اثقلت كاهلهم وعقدت من حياتهم اليومية، بسبب العزلة التي حاصرتهم نتيجة إهتراء الطرقات والمسالك المؤدية لها، الى درجة ان السكان صاروا يجدون صعوبة كبيرة في الوصول الى مقر البلدية، لقضاء حاجاتهم المختلفة، سواء كانت ادارية او لتموين عائلاتهم بمايحتجونه من المواد الغذائية وكذا للحصول على الخدمات الصحية واقتناء الأدوية. وحسب تصريح مواطنين يقطنون بهذه القرية ل”الفجر”، فإن أصحاب سيارات الفرود لم يرحموهم مستغلين النقص الفادح في وسائل النقل، إذ يفرضون عليهم اسعار خيالية تتراوح بين 50 و100 دج للفرد الواحد رغم ان المسافة بين هذه القرى ومقر البلدية لا تتعدى 10 كيلومترات، مضيفين بأن الأسعار ليلا تصل الى 1000دج لنقل المرضى الى عيادة مركز البلدية، وتتضاعف في حال نقلهم الى مستشفى منتوري بالميلية او مستشفى مجدوب بالطاهير. وفي سياق متصل، ابرز المواطنون بان المسؤولين المحليين لم يبرحوا سياستهم المعروفة المتمثلة في منح الوعود المجانية، التي لم تحل مشاكلهم منذ إنتخابهم، وبرأي سكان هذه المشاتي، فإنهم يطالبون والي الولاية الالتفات اليهم وهذا ببرمجة مشاريع تتعلق بتعبيد الطرقات والمسالك الفرعية التي تربط مختلف جهات هذه القرى النائية، للقضاء على عزلتهم،موضحين أنهم يعتمدون على انفسهم في معيشتهم وهذا من خلال انشطة الرعي والزراعة التي يقومون بها. معضلات سكان هذه القرى تتصل ايضا بنقص الإنارة العمومية، إذ يتهمون السلطات المحلية بعدم العدل في هذا الجانب على إعتبار ان معظم المشاتي استفادت من الإنارة العمومية ماعدا قراهم التي لاتزال تعيش في الظلام الدامس، مما صعب من تنقلاتهم ليلا، لاسيما وان هذه القرى تتميز بطابعها الجبلي والغابي، ناهيك عن انتشار الحيوانات المفترسة والسرقة، كما ان قاعة العلاج الواقعة بمنطقة اولاد شبانة لاتزال في حاجة للدعم المادي والبشري، بغية وضع حد لتنقلات المواطنين الى عيادة مركز البلدية،للعلم أن القاعة المذكورة، التي كانت قبل سنوات مغلقة، لاتتوفر حاليا كما قيل لنا، إلا على ممرض واحد وتجهيزات متواضعة لا تلبي رغبات آلاف المواطنين القاطنين بالقرى المجاورة لها. وطالب سكان قرى اولاد شبانة واخراط وبوالبلوط من السلطات المحلية تمديد شبكة المياه الصالحة للشرب وكذا شبكة الصرف الصحي بهدف تخليص السكان من معاناة جلب المياه بطريقة فوضوية وخطيرة لكون اغلبهم يتزودون من ينابيع معزولة وغير مراقبة، ناهيك عن المحافظة على البيئة، خاصة وان الروائح الكريهة صارت تنبعث من عديد البيوت جراء تدفق المياه القذرة على السطح. وبعد أن تعذر علينا طرح مشاكل المواطنين على رئيس البلدية بسبب كثرة أعماله كما قيل لنا،فقد كشف عضو بالمجلس البلدي ان إنشغالات سكان القرى الثلاث قد سجلت عقب الإحتجاج الذي قاموا به، سابقا أمام مقري البلدية والدائرة، وسيتم تنفيدها تدريجيا حسب إمكانيات البلدية ، وخاصة فيما يتعلق بإزالة العزلة ودعم قاعة العلاج بأطباء وتجهيزات حديثة.