لا تزال معاناة سكان بلدية أولاد عسكر الواقعة في أعالي جبال ولاية جيجل، مع عديد النقائص التي تشكو منها بلديتهم، وتأخر مشاريع التنمية وتهيئة مختلف التجمعات السكانية وقرى ومشاتي هذه الأخيرة، وأشار بعض سكان البلدية في حديثهم لجريدة “السلام” لمعاناتهم اليومية مع عملية التزود بالمياه، واعتماد المواطنين على الطرق التقليدية بإستخدام الأحمرة، وحتى النساء والأطفال لهم نصيبهم من المعاناة بنقل قوارير المياه بأيديهم وفوق رؤوسهم، وفي سياق متصل بالمعاناة التي يكابدها مواطنو بلدية أولاد عسكر، فعلى الرغم من تعبيد وتهيئة الطريق الرابط بين المنطقة ومقر ولاية جيجل، إلا أن باقي سكان المشاتي والقرى يعيشون في عزلة تامة لإنعدام الطرقات الفرعية التي تربطهم بمقر البلدية، والتي تبقى عبارة عن ممرات للراجلين وسط الغابات والأحراش في مسالك وعرة للغاية . أما مرضى المنطقة فبالرغم من توفر قاعات العلاج على مستوى التجمعات الأكثر كثافة بالسكان، إضافة إلى العيادة التي تم إنجازها وسط مقر البلدية منذ سنوات، إلا أنها تبقي تعاني كغيرها من قاعات العلاج من النقص الفادح في التجهيزات والعنصر البشري من ممرضين وأطباء، وهي الحالة التي تدفع بالسكان إلى نقل مرضاهم إلى عيادة العنصر أو المؤسسات الإستشفائية بالطاهير وجيجل، كما يشكو سكان المنطقة من إنعدام شبكة الغاز الطبيعي وتواصل معاناتهم مع قارورات غاز البوتان، خاصة في فصل الشتاء التي تعتبر المنطقة من أكثر المناطق برودة بالولاية، نظرا لإرتفاعها على مستوى سطح البحر، وسقوط كميات هائلة من الثلوج في فصل الشتاء من كل سنة، وهي الوضعية التي يلجأ فيها سكان المنطقة إلى الإحتطاب قصد التدفئة بتجهيز الحطب من جذور الأشجار والأغصان التي يتم تخزينها قبل إنطلاق الشتاء، من جهتهم يشكو شباب المنطقة هاجس البطالة وإنعدام مناصب الشغل، والذين يبقى أغلبهم يمتهن الفلاحة وتربية الماشية، وفي هذا الشأن ناشد هؤلاء السلطات المحلية قصد تمكينهم من ممارسة مختلف الأنشطة التجارية، وخلق مشاريع تنموية من شأنها توفير مناصب عمل مستقرة. أما عن معاناتهم فحدثنا السكان أنها متواصلة أمام ضعف المشاريع المخصصة للبلدية، التي تبقى تفتقر إلى أبسط ضروريات الحياة والتي تلاحقهم حتى عند وفاة أحد سكان المنطقة، جراء صعوبة المسلك الرابط بين المقبرة ومقر البلدية، والتي يواجه فيها سكان المنطقة صعوبات كبيرة لإيصال جثامين موتاهم إلى المقبرة في ظل غياب معلم واضح للطريق الذي تحاصره الغابات .