مازال سكان مشاتي أولاد شبانة ببلدية العنصر، 50 كلم شرقي الولاية جيجل، يعانون من مشاكل عويصة أثقلت كاهلهم وعقدت حياتهم اليومية، بسبب العزلة التي حاصرتهم نتيجة اهتراء الطريق والمسالك التي تربط بين مختلف مناطقها، إلى درجة أن السكان صاروا يجدون صعوبة كبيرة في الوصول إلى مقر البلدية لقضاء حاجاتهم الإدارية والمعيشية المختلفة. حسب قاطني القرية ل”الفجر”، فإن أصحاب سيارات “الفرود” لم يرحموهم مستغلين النقص الفادح في وسائل النقل، إذ يفرضون عليهم أسعارا خيالية تتراوح بين 50 و 100 دج للفرد الواحد رغم أن المسافة بين هذه القرى ومقر البلدية لا تتعدى 09 كيلومترات، مضيفين أن الأسعار ليلا تصل إلى 1000دج لنقل المرضى إلى عيادة مركز البلدية. وتتضاعف في حال نقلهم إلى مستشفى منتوري بالميلية أو مستشفى مجدوب بالطاهير، معتبرين أن الوقت قد حان لاستحداث خط للنقل يخلصهم من جشع الفرود. وفي سياق متصل، أبرز المواطنون أن المسؤولين المحليين لم يبرحوا سياستهم المعروفة المتمثلة في منح الوعود المجانية التي لم تحل مشاكلهم مند قرابة 05 سنوات عن انتخاب المجلس الشعبي لبلدية العنصر. وبرأي سكان هذه المشاتي، فإنهم يطالبون والي الولاية بالالتفات إليهم ببرمجة مشاريع تتعلق بتعبيد الطريق والمسالك الفرعية التي تربط مختلف جهات هذه القرية النائية للقضاء على عزلتهم، موضحين أنهم يعتمدون على أنفسهم في معيشتهم، وهذا من خلال أنشطة الرعي والزراعة التي يقومون بها. معاناة سكان هذه القرية تتصل أيضا بنقص الإنارة العمومية، إذ يتهمون السلطات المحلية بعدم العدل في هذا الجانب، على اعتبار أن معظم المشاتي استفادت من الإنارة العمومية ماعدا قريتهم التي لاتزال تعيش في الظلام الدامس، ما صعب من تنقلاتهم ليلا، لاسيما أن هذه القرية تتميز بطابعها الجبلي والغابي، ناهيك عن انتشار الحيوانات المفترسة والسرقة. كما أن قاعة العلاج الواقعة بالمنطقة لاتزال في حاجة للدعم المادي والبشري بغية وضع حد لتنقلات المواطنين إلى عيادة مركز البلدية، للعلم أن القاعة المذكورة، التي كانت قبل سنوات مغلقة لاتتوفر حاليا، كما قيل لنا، إلا على ممرض واحد وتجهيزات متواضعة لا تلبي رغبات آلاف المواطنين القاطنين بالقرية المذكورة والقرى المجاورة لها، على غرار بوالبلوط وأخراط. ويطالب سكان قرى أولاد شبانة من السلطات المحلية تمديد شبكة المياه الصالحة للشرب وكذا شبكة الصرف الصحي بهدف تخليص السكان من معاناة جلب المياه بطريقة فوضوية وخطيرة، لكون أغلبهم يتزودون من ينابيع معزولة وغير مراقبة، ناهيك عن المحافظة على البيئة، خاصة أن الروائح الكريهة صارت تنبعث من عديد البيوت جراء تدفق المياه القذرة واحتلالها لمساحات واسعة بين بيوت المواطنين. وقد تعذر علينا طرح مشاكل مواطني القرية على رئيس البلدية الذي يبدو أنه دخل في “نقاهة سياسية” قبيل 29 نوفمبر القادم. فيما أوضح عضو في المجلس الشعبي أن انشغالات سكان القرية قد سجلت عقب الاحتجاج الذي قاموا به مؤخرا أمام مقري البلدية والدائرة، وسيتم تنفيذها تدريجيا حسب إمكانيات البلدية، خاصة فيما يتعلق بإزالة العزلة وتفعيل قاعة العلاج.