أصدرت حديثا، عن منشورات دار الألمعية لأستاذة الأدب العربي بجامعة قسنطينة، منى بشلم، الرواية الأولى لها والتي انتهت من كتابتها مؤخرا وسمتها ب”تواشيح الورد”، حيث تزامن كتابتها مع وفاة صديقتها المقربة إثر مرض عضال. العمل عبارة عن قصة مبنية على حقائق وقائعية، من خلال قراء ممكنة سمحت لها بتجريب كلي في طريقة صوغ الحكاية أو تسيير رؤيتها وهو ما يعتبره البعض تجربة أخرى في عالم السرد المغاربي، كما تعزز التراكم الذي ساهمت به على مر الأجيال. الرواية التي قدمتها منى بشلم تعكس عديد المرايا التفاعلية من حيث البيئة، الذاتية، الاجتماعية والثقافية، في أفق يعبر بالرمز عمّا عجزت اللغة في التعبير عليه، إلى جانب هذا يأتي الأسلوب الذي يمزج بين الذاتية والخيال والشاعرية، حيث تروي مأساة امرأة تبحث عن الثبات واليقين في آن واحد، انطلاقا من تغلغلها في مشاهد حملت شيئين معا هما الرومانسية والروحانية، مون أجل البحث عن الحقيقة التي جعلتها كشفت عن حياتها المليئة بالهواجس الداخلية والنفسية بعد دخول الشكّ حياتها الزوجية، لذا جاءت الرواية بحكاية واحدة وأسئلة متعددة ذات قدرة كبيرة على التخفي والتأقلم. أمّا عن الشق الإنساني وصف حياة بطلة القصة ”شهد” التي تجد نفسها أمام مصاعب الحياة بموت الوالدين لتجد الحنين يجرّها إلى صديق الماضي، أين تقرر الزواج به لكن دخول صديقتها ”راضية” التي نبتت في بيت سوء فوالدها يتاجر بأجساد بناته، فتدفع غيرتها لهدم البيت السعيد الذي أرادته شهد مع زوجها. كما تستمر أحداث الرواية وتتشابك عندما يدخل الشك البيت الزوجي، باتصال هاتفي من راضية توهم صديقتها الحميمة أن زوجها المخلص يخونها معها، وتتضارب الحقيقة في نفسية ”شهد” بين الشك واليقين، وتأخذ الرواية منحى تصاعدي. وفي السياق ذاته وظفت الروائية منى بشلم لغة شعرية تنمّ عن طابع الأنوثة في الكتابة، مجسدة ذلك في جمال اللغة الذي يقرب القارئ إلى العمل الروائي أكثر، بالإضافة إلى الحبكة وبنية النص اعتبار منها أنّ اللغة هي الصلة الحقيقية في النص.