صعد أمس الجمعة المئات من عمال الشركات المناولة بقطاع المحروقات بحاسي الرمل من احتجاجهم ودخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام أمام المركب الإداري لمؤسسة سوناطراك قسم الإنتاج، بعد أن استقدمت المديرية العامة بالجزائر العاصمة عمالا متخصصين في الفندقة والإطعام من المديرية الجهوية لحاسي مسعود، في محاولة منها لكسر الإضراب عن العمل الذي دخل فيه العمال المذكورون بحاسي الرمل منذ الأربعاء الفارط، مما اضطر المسيرين إلى الاستعانة بالوجبات الباردة للعمال. وجاء قرار الرئيس المدير العام للعملاق النفطي في تعزيز قواعد الحياة بالعمالة الكافية التي نقلت على متن طائرات خاصة تابعة لمؤسسة الطاسيلي، على خلفية تخوفه من تزايد حدة الغليان لدى المئات من عمال شركة سوناطراك، خاصة بعدما هدد بعضهم بالتوقف عن العمل في ظل استمرار تناولهم للوجبات الباردة التي اعتبروها ”إهانة كبيرة” في حقهم، مقارنة بما يبذلونه من جهد كبير بمختلف الوحدات الصناعية لاسيما تلك المتوغلة بالصحراء. وأكدت مصادر مطلعة من جهة ثانية، أن قوافل الجيش الوطني الشعبي المنتشرة عبر الصحراء لحراسة المنشآت النفطية لم تسلم هي الأخرى من تناول الوجبات الباردة ذاتها. وحسب آخر الأخبار التي وردت إلينا من عين المكان، فإن الوضع ازداد سوءا بعد رفض العمال الجدد المستقدمين من الجنوب الالتحاق بمناصب عملهم، جراء تخوفهم من ردة فعل زملائهم المحتجين الذين تجمهروا أمام قاعتي 24 فبراير و1000 سرير وأماكن أخرى، في محاولة لمنعهم من الدخول وكسب ورقة الضغط على الإدارة من أجل الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية والمهنية المتمثلة في تمكينهم من الاستفادة من نسبة 80 بالمائة التي جاءت بها تعليمة الحكومة. وكانت الأمانة الولائية للاتحاد العام للعمال الجزائريين قد عقدت الخميس الفارط لقاء طارئا بحاسي الرمل مع باقي ممثلي المؤسسات المناولة، خاصة منها الأمنية المنضوية تحت لوائها، تخوفا من توسع رقعة الاحتجاجات.