ركز المختصون في داء السكري، أمس، على ضرورة تعزيز التربية الصحية لدى المصاب بهذا الداء لتفادي تعقيداته. وأكد رئيس الجمعية الوطنية للأطباء الأحرار لداء السكري والغدد، الدكتور منصف بادة، خلال يوم دراسي حول التربية الصحية للمصاب بداء السكري، على توفير كل أصناف الأدوية للتكفل بهذا الداء، داعيا إلى ضرورة تعزيز التربية الصحية لاكتمال جميع جوانب التكفل به. أما الأستاذ إريك رونار، رئيس مركز بحث بالمستشفى الجامعي لمونبوليي (فرنسا)، فقد شدد من جهته على ضرورة تقديم شروحات وافية للمريض حول كيفية التكفل بالمرض، من خلال القياس الدقيق لنسبة السكر بالدم وتناول علاجه في الوقت المناسب، إلى جانب تحسيسه حول ممارسة الرياضة وتوعيته حول خطورة الداء لجعل منه ”الفاعل الرئيسي” في التكفل بهذا المرض. ويرى نفس المختص أن العلاج الذي يتم وصفه يخضع لخصوصية كل مريض، مؤكدا بأن هذا العلاج لا ينبطق على داء السكري فحسب بل على مختلف الأمراض الأخرى أيضا. وبخصوص العوامل التي ساهمت في الانتشار الواسع للداء ولاسيما في الدول ذات الدخل المتوسط أو الضعيف، أوضح الأستاذ رونار أن هذه الدول انتقلت من نمط معيشي بسيط إلى نمط عصري تميز بالاستهلاك المفرط للأغذية الغنية بالدهون والسكريات، رافقته قلة الحركة. أما رئيسة الجمعية الجزائرية لداء السكري، الأستاذة زكية عربوش، فقد شددت هي الأخرى على الاهتمام أكثر بالمصابين بداء السكري المعرضين إلى الخطورة، على غرار الحوامل، والتركيز على التربية الصحية لدى المصابين العاديين من أجل توعيتهم حول التكفل الذاتي بالداء. ومن جهة أخرى، وصف الأستاذ منصور بروري، رئيس مصلحة الطب الداخلي بمستشفى بئر طرارية (العاصمة)، داء السكري ب”العبء” الاجتماعي الذي أثقل ميزانية الدول، مؤكدا بأنه إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الضرورية اللازمة عبر العالم، فإن الداء سيبلغ مستويات ”مخيفة جدا”. وأكد في نفس الإطار على ضرورة تحسيس المجتمع حول مكافحة السمنة التي بدأت تشهد انتشارا واسعا في المجتمع الجزائري، حيث ساهمت هذه الأخيرة بشكل كبير في ارتفاع نسبة الإصابة بداء السكري.