كشف رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة داء السكري الأستاذ محمد بلحاج يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة أن تخفيض الإصابة بداء السكري ب1 بالمائة يؤدي الى تخفيض نسبة الوفيات ب25 بالمائة. وأكد الاستاذ بلحاج رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي لوهران أن تخفيض الاصابة بداء السكري ب1 بالمائة يؤدي الى تخفيض 14 بالمائة من الاصابة بجلطة القلب والاوعية و27 بالمائة من اصابة البصر والكلى . ويرى نفس المختص ضرورة البدء في الكشف المبكر عن المرض لتفادي تعقيداته مستقبلا وتعزيز تكوين الاطباء المختصين في التغذية وقدم المصاب بداء السكري مع تنظيم شبكة التكفل بهذا المرض. كما دعا الى تقنين دور الممرضة أو المساعدة الاجتماعية بالبيت على غرار ما هو معمول به بالدول المتطورة من أجل اخلاء الاسرة بالمستشفيات وتخفيض تكاليف العلاج الصحية. وفيما يتعلق بالعلاج المتخصص لفائدة المصابين بداء السكري أكد الاستاذ بلحاج أن العديد من المصابين بهذا المرض "ليست لهم القدرة على هذا النوع من العلاج لانعدام المختصين بالمناطق الداخلية من جهة وقلة الامكانيات من جهة أخرى ". أما الاستاذ عيسى بوديسة رئيس مصلحة داء السكري بالمؤسسة الاستشفائية مصطفى باشا فقد اشار الى ان المرض أصبح يمس الفئات الشابة مما ينذر -حسبه "بالخطر" مؤكدا بأن ثلث المصابين يجهلون مرضهم مما يعرض صحتهم مستقبلا الى تعقيدات المرض وارتفاع تكاليفه . و بما أن المرض يلازم صاحبه طوال حياته أكد المختص ان ذلك يستلزم التكفل الجيد بالمريض بشجيعه على النشاط في المجتمع. ومن جهته وصف الاستاذ منصور بروري رئيس مصلحة الطب الداخلي بمستشفى بئر طرارية داء السكري ب"الانفجار الوبائي" لسرعة انتشاره بالجزائر والعالم نتيجة تغير أساليب العيش وقلة الحركة . ودعا الى مكافحة العوامل المتسببة في هذا الداء من بينها السمنة التي تقدر ب 16 بالمائة بنسبة للزيادة في الوزن و30 بالنسبة لتمركزها على مستوى البطن. وفيما يتعلق بتعقيدات المرض ذكر هذا المختص انسداد الاوعية والشرايين لدى أكثر من 300 ألف مصاب وأمراض القلب لدى نفس العدد وكذا الاصابة بأزمة شرايين الدماغ لدى 60 ألف شخص واصابة البصر لدى 400 ألف شخص والكلى لدى 300 ألف شخص والاعصاب لدى 400 ألف شخص .من جانبه سجل رئيس فيدرالية جمعيات المصابين بداء السكري نور الدين بوستة معاناة فئة غير المؤمنين اجتماعيا من المصابين في تلقى العلاج وغياب اللجان الولائية من أجل التكفل بالمصابين بالمناطق البعيدة من القطر. ودعا الى التكفل بالاطفال المتمدرسين على مستوى وحدات الكشف المدرسي ومتابعتهم بالمؤسسات الاستشفائية القريبة من مدارسهم . وأشار رئيس هيئة ترقية الصحة والبحث العلمي (فورام) الاستاذ مصطفى خياطي الى تأخر الدول الافريقية في وضع استراتيجية حول داء السكري حسب توصيات المنظمة العالمية للصحة مؤكدا بأن "الوضعية الوبائية أصبحت لاتطاق " . أما الاستاذة زهية بودردة مختصة في طب الاطفال فتحدثت عن انتشار داء السكري في اوساط الاطفال حيث ذكرت استنادا الى دراسة قامت بها في ولاية قسنطينة ان 50 بالمائة من هذه الفئة مصابين بداء السكري. ودقت المختصة ناقوس الخطر حول ارتفاع الاصابة بداء السكري من الصنف 1 لدى الاطفال البالغين أقل من 15 سنة والتي تقدر ب 1600 حالة جديدة كل سنة أي بزيادة تتراوح بين 3 الى 4 بالمائة . وقالت الى ان الاصابة بهذا الداء التي كانت تمس الفئة العمرية 10- 14 سنة اصبحت في السنوات الاخيرة تطال حتى الاطفال البالغين 4 سنوات. ودعت الى توفير الانسولين والحقن الخاصة بهذه الفئة التي تلجأ عائلاتها الى اقتناء الدواء الخاص بها من الخارج بالاضافة الى ادراج التكنولوجيات الجديدة فيما يتعلق بالبخاخة الخاصة بالانسولين .