دخل أمس قرار الرئيس عمر البشير بشأن وقف تدفق صادرات النفط من جنوب السودان حيز التنفيذ، متهما الجنوب بدعم المتمردين في بلاده داعيا شباب الشمال الانضمام إلى جيش استعدادا للجهاد، ما دفع المعارضة إلى المطالبة بإنهاء حكم البشير للسودان. فشلت الهدنة وفترة الصلح الأخيرة والسلام النسبي الذي دام شهورا اتفق فيها السودانان على جملة من النقاط بما فيها إعادة وصل قنوات النفط الجنوبية بمثيلاتها في الشمال وبعد ثلاثة أشهر من إنهاء البلدين لخلاف عميق بشأن تصدير الخام، صعّد عمر البشير لهجته اتجاه الجنوب وقرر وقف ضخ بترول الجنوب عبر قنوات الأراضي الشمالية وقال إنه لن يسمح بتصدير نفط دولة الجنوب لاستخدام عائده في دعم المتمردين والمرتزقة ضد السودان، ما يضيف فصلا جديدا للأزمة التي تعيشها الخرطوم وجوبا، كما حث البشير شباب البلاد إلى الالتحاق بالجيش والاستعداد للجهاد ضد المتمردين ومن يقف ورائهم في إشارة إلى الجنوب. وقالت وكالة السودان للأنباء ”سونا” إن البشير أمر وزير النفط السوداني عوض الجاز بمخاطبة الشركات العاملة في نفط جنوب السودان بإغلاق الأنبوب الناقل لبترول الجنوب اعتبارا من يوم أمس، وكان البشير حذر في ال27 ماي من أنه سيوقف مرور النفط إذا قدمت حكومة الجنوب مساعدة للمسلحين الذين يقاتلون السلطات بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وكذا بمنطقة دارفور، من جهته تتأهب المعارضة في البلاد الذي يضم 100 حزب إلى الإطاحة بحكم عمر البشير في مدة أقصاها 100 يوم تنطلق بمظاهرات عارمة لشهر كامل. ونقلت تقارير إعلامية محلية عن مصدر مسؤول رصد دخول 37 عربة مجهزة بكامل العتاد العسكري من جنوب السودان سلمت لعبد العزيز الحلو قائد الجبهة الثورية الأسبوع الماضي إضافة إلى 27 عربة تم تسليمها بجوبا للجبهة الثورية نهاية الأسبوع، وهي في طريقها إلى مناطق العمليات في كاودا ومنطقة أم برمبيطة ، كما كشف ذات المصدر عن فتح مسار إمداد عسكري مستمر قادم من إسرائيل عبر كينيا ويوغندا إلى جنوب السودان ، مشيرا إلى أن 70٪ من الدعم قادم من إسرائيل وجهات مشبوهة أخرى فيما يساهم الجنوب في هذا الدعم بنسبة 30٪. يشار إلى أن خط الأنابيب يحمل النفط من جنوب السودان عبر السودان إلى ميناء على البحر الأحمر وهو الطريق الوحيد لتصدير نفط الجنوب إلى الأسواق العالمية، واستأنف ضخ النفط عبر خط الأنابيب شهر ماي استعدادا لتصديره من ميناء بورسودان، بعد توقف دام 16 شهرا بسبب خلافات على رسوم العبور وخلافات على ترسيم الحدود، بعد انفصال الجنوب عن الشمال سنة 2011.