رئيس البلدية ل"الفجر": أزيد من 50 بالمائة من المحتجين استفاد أهاليهم من السكن أقدم، أول أمس، العشرات من المواطنين ببلدية الحرملية التابعة إداريًا إلى دائرة عين كرشة بولاية أم البواقي على غلق مقر البلدية وتسببوا في منع موظفيها من دخول مكاتبهم، الأمر الذي شل مصالح المواطنين وجعلهم يعبرون عن تذمرهم الشديد، فيما تدخلت مصالح الدرك الوطني التي حاولت بشتى الطرق السلمية تفريق جموع المحتجين ودخلت في حوار مع البعض منهم لإقناعهم بالتعقل وضبط النفس وعدم التمادي في احتجاجهم، بيد أن المواطنين المحتجين رفضوا الرضوخ لمطالب المصالح الأمنية والتراجع عن موقفهم. وأوضحوا ل”الفجر” أن هناك من المستفيدين من السكنات الاجتماعية من سبق لهم الاستفادة وأنهم تقدموا بطعون في هذا الشأن، كما أن هناك أقارب لبعض المنتخبين المحليين الحاليين استفادوا من السكنات بسبب صلة القرابة رغم أنهم يمتلكون العديد من السكنات والعقارات، ناهيك عن عدم الشفافية والعدالة في اختيار بقية المستفيدين، ومن جهة أخرى دخل مجموعة من شباب البلدية المعنية في حركة احتجاجية للتعبير عن سخطهم وعدم رضاهم من القائمة الاسمية للمستفيدين من حصة 170 سكنًا اجتماعيًا، حيث يرى المحتجون أن القائمة المعلن عنها غير عادلة بتاتًا باستثناء القلة القليلة من الأسماء الواردة بها. وهددوا بالتصعيد من لهجة احتجاجهم في الأيام القليلة المقبلة في حال عدم تراجع السلطات المحلية على إلغاء القائمة الاسمية وإعادة النظر فيها ووضع قائمة جديدة. السلطات البلدية في صورة رئيس البلدية أبدت استعدادها للاستماع إلى انشغالات المحتجين من أجل رفعها إلى الجهات المعنية المخول لها قانونًا دراسة الطعون، حيث أكد رئيس المجلس الشعبي لبلدية الحرملية عبد الرزاق بن بوط ل”الفجر” أن عدد المحتجين يومي الأربعاء والخميس الماضيين لا يزيد عن 97 شخصًا وأنه ستعطى لهم الأولوية في الاستفادة من السكنات الاجتماعية المبرمجة خلال الحصص المقبلة، وأوضح أن عدد الملفات المودعة لدى المصالح المكلفة بملف توزيع السكنات على مستوى بلدية الحرملية أكثر من 1400 طلب مقابل 170 وحدة سكنية فقط أي أن النسبة لا تتعدى ال10 بالمائة وهي ضئيلة جدًا وتسببت في صداع الرأس وفي مشاكل جمة مع المواطنين الذين من الصعب إقناعهم بالأمر، فالكل يعاني من أزمة السكن والكل يريد الاستفادة من سكن اجتماعي مهما كلفه الأمر، وأن عدد المحتجين 97 شخصا وأن أكثر من 50 بالمائة من هؤلاء المحتجين أحد أفراد عائلتهم استفاد من هذه السكنات ولا يحق قانونًا منح الاستفادة من سكنين لشخصين من عائلة واحدة، وأنه تم أخذ بعين الاعتبار إعطاء ومنح الأولوية في الاستفادة من السكن للمتزوجين والذين لهم أبناء ولا يحق منح السكنات للعزاب مهما كان الأمر، كما أن هناك بعض الأشخاص يلعبون على الحبلين وأرادوا استغفال السلطات المحلية من خلال إيداع ملفين قصد الاستفادة من السكنات، واحد باسم الزوج والآخر باسم الزوجة، كما سجلنا قيام مواطنين بإيداع ملف للاستفادة من السكنات الاجتماعية والسكنات الريفية، وقد تم اكتشاف حالة واحدة ضمن المستفيدين من حصة 170 سكن اجتماعي حيث قمنا باستدعاء الشخص المعني وخيرناه بين الاستفادة من سكن اجتماعي أو سكن ريفي. ولم يعد الهدوء والاستقرار إلى بلدية الحرملية النائية والمعروف عنها هدوؤها ووداعة مواطنيها، إلا في ساعات متأخرة من مساء الخميس المنصرم، وبعد تدخل رئيس دائرة عين كرشة وتعزيز مداخل ومخارج البلدية بوحدات إضافية من قوات الأمن والدرك الوطنيين قادمة من عين مليلة وعين كرشة.