أكدت ثلاث حركات مسلحة في شمال مالي، وهي المجلس الأعلى لوحدة أزواد، والحركة الوطنية لتحرير أزواد والحركة العربية الأزوادية، عن توحيد مواقفها، قبيل الدخول في مفاوضات واغادوغو التي من المقرر أن يبدأ فيها الرئيس المالي المقبل، من أجل طي صفحة الخلافات بينها والتوحد في وجه ما وصفته بالمخاطر الخارجية والتحديات. وقال رئيس المجلس الانتقالي لإقليم أزواد، بلال أغ الشريف، خلال مؤتمر عام نظمته الحركات نهاية الأسبوع المنصرم، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، إن العالم يتعمد الخلط بين الأزمة المالية وتداعياتها على منطقة الساحل بما يعيشه المواطنون الأزواديون من تهميش وغبن واحتقار من قبل الدولة المالية، وأضاف أنه ”لا علاقة لأزمة أزواد ببقية أزمات الساحل، أو على الأقل لا توجد بينهما علاقة مباشرة، لأن الحركة الوطنية لتحرير أزواد ولدت في بداية 2010، قبل انطلاق ثورات الربيع العربي وقبل سقوط القذافي وكانت أهدافها في البداية سلمية تسعى للرقي بواقع الشعب الأزوادي”. وتابع أغ الشريف بأن أي حل سياسي لمشكل الساحل وإقليم أزواد ”لا بد أن ينطلق من تسوية عادلة لمشكلة الأزواد بمختلف مكوناتها العربية والطارقية والسودانية والفولانية، لأنها مشكلة ذات أبعاد اجتماعية وثقافية واقتصادية، ولا ينبغى حلها اعتمادا على المقاربة الأمنية فقط”، موضحا أن فشل السياسة الحكومية لدولة مالي هي التي تقف وراء كل ما تتخبط فيه دول الساحل اليوم، وقال ”لقد شاركنا ونشارك في الانتخابات الرئاسية استجابة لمطالب المجتمع الدولي كي يتم انتخاب رئيس لمالي يمكننا التفاوض معه لمتابعة تنفيذ ما كنا قد بدأنا به في واغادوغو”، معتبرا أنه يستبعد أن يحصل أي استقرار في الفضاء الصحراوي الكبير والقضاء على التهريب وتبعاته من دون تمكين الأزواديين من السيطرة على منطقتهم لأنهم وحدهم القادرون على فرض الأمن فيها، وإذا لم يحصل ذلك يستحيل على كل القوى الدولية أن تحارب ثلاثي التهريب والهجرة غير الشرعية والإرهاب، واختتم بالقول إن الحركات تتفق على مجمل تلك النقاط وأنه قد ولى العهد الذي شهد اختلافات. ودعت الحركات الحكومة المالية إلى الوفاء بالتزاماتها في اتفاق واغادوغو الموقع مطلع جويلية الماضي، ووجهت نداء إلى المجتمع الدولي من أجل مساعدة أطراف الأزمة لتحقيق السلام في هذا الإقليم وتوفير المناخ والظروف الملائمة لعودة اللاجئين، مؤكدة في بيان مشترك رفضها لما أسمته ”الإرهاب”، ولكافة أشكال العنف، وشددت على ضرورة التزام الأطراف المتنازعة بتطبيق بنود اتفاق واغادوغو لإنهاء معاناة سكان هذا الإقليم المستمرة منذ عقود من الزمن.