تدخلت صباح أمس قوات الشرطة من أجل فض تجمع شنه المئات من سكان حي بوخضرة الفوضوي المستفيدين من 1000 سكن اجتماعي، أمام مقر ولاية عنابة، بعدما أخلفت السلطات وعودها بترحيلهم إليها خلال الشهر الجاري. وصرح عدد من هؤلاء المحتجين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بأعداد كبيرة من عناصر الأمن، أن ما دفعهم لتنظيم هذا الاحتجاج هو تنكر السلطات لهم، وذلك من خلال إعلامهم بعدم وجود عملية ترحيل نهائيا خلال الشهر الجاري، ما كان سببا في خروج مئات العائلات للاحتجاج أمام مقر ولاية عنابة، والمطالبة بمفاتيح السكنات الجاهزة والمغلقة منذ أكثر من سنة. وما زاد في احتقان الوضع هو تزايد حالات الوفيات في صفوف أرباب هذه العائلات قبل ولوجهم عتبة منازلهم الجديدة بسبب تفشي أمراض القلب والشرايين جراء الوضعية النفسية الصعبة للمعنيين. وفي هذا السياق، كشف المعنيون أن من بين المستفيدين من انتظر 25 سنة كاملة من أجل الحصول على سكن لائق غير أن الموت حرمه من ذلك، لتبقى المعاناة مستمرة، والتي ازدادات سوءا مع سوء الأحوال الجوية وما خلفته من فيضانات هزت حي بوخضرة بكامله، في الوقت الذي يتعمد فيه المسؤولون التماطل في عملية تسليم سكنات جاهزة منذ جانفي 2012. وكانت 1000 عائلة كانت قد سددت رسوم السكن الاجتماعي المقدرة ب6 ملايين سنتيم، على اعتبار تسليم المفاتيح ل600 عائلة في حي بوزعرورة و400 عائلة في حي القطب الجامعي للبوني، وهدد المتظاهرون بالخروج للشارع في أعمال شغب في حالة تواصل تجاهل السلطات لهم، مؤكدين على مطلب تسلم سكناتهم خلال الشهر الجاري قبل حلول فصل الخريف، ومناشدين والي الولاية بالتدخل لإيجاد حل لوضعية 1000 عائلة عاشت أكثر من 20 سنة تحت وطأة ظروف سكنية أقل ما يقال عنها مأساوية.