يتواصل الجدل في نقاشات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الكيماوي السوري، حيث يتشبث الجانب الأمريكي بموقفه الداعم للخيار العسكري ما أكده باراك أوباما بدعوته إلى تحرك قوي من مجلس الأمن الدولي، فيما لم يتغير الموقف الروسي على الرغم من إشارة ”الكريملن” إلى احتمال اللجوء إلى الفصل السابع في حال أخلف الأسد بالتزاماته. قال مدير معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي ناؤمكين في تصريحات لقناة ”روسيا اليوم” أن هناك بعض المؤشرات التي تشير إلى تمسك واشنطن بمقترح محاكمة الرئيس السوري بشار الأسد، بدلا من التعاون معه بشأن تدمير الأسلحة الكيميائية السورية، موضحا أن التعاون مع الحكومة السورية بشأن الكيماوي حقيقة قارة وأمر ضروري لأنه لا وجود لحكومة آخرى على الأرض، مذكرا أن واشنطن تسعى لتوجيه رسالة قوية للأسد في القرار الدولي المرتقب بشأن سوريا مع إصرارها على إدراج القرار ضمن بنود الفصل السابع من ميثاق مجلس الأمن الذي يجيز استعمال القوة العسكرية، وأضاف الباحث أن روسيا تعارض ذكر الفصل السابع في قرار مجلس الأمن الدولي لأنها ترفض أي شكل من أشكال معاقبة النظام حتى وإن لم يلتزم بالاتفاقية الخاصة بسلاحه الكيميائي إلا بعد مناقشة الموضوع في مجلس الأمن ودراسة جميع التطورات على الأرض السورية. على صعيد آخر أعلنت 13 مجموعة إسلامية من مقاتلي المعارضة السورية أمس الأول عدم اعترافها بأي تشكيلات معارضة في الخارج بما فيها الائتلاف الوطني السوري المعارض والحكومة المؤقتة التي انتخب أحمد طعمة رئيسا لها، وقالت هذه المجموعات وعلى رأسها جبهة النصرة، لواء التوحيد، لواء الإسلام الذين ينشطون في محافظة حلب شمال البلاد في بيان نشر على الانترنت أن كل ما يتم من التشكيلات في الخارج دون الرجوع إلى الداخل مرفوض جملة وتفصيلا ولا يمثل بأي حال من الأحوال المعارضة الداخلية مقرة عدم اعترافها بالائتلاف والحكومة المفترضة برئاسة أحمد طعمة، ودعا البيان الذي وقعته أيضا حركة أحرار الشام والفرقة التاسعة عشر ولواء الأنصار القوى والفصائل جميع الجهات العسكرية والمدنية إلى التوحد ضمن إطار إسلامي واضح ينطلق الإسلام ويقوم على أساس تحكيم الشريعة وجعلها المصدر الوحيد للتشريع. خبراء الكيماوي يعودون إلى سوريا وفيما يتواصل الخلاف بين روسيا والغرب حول كيفية تفكيك الترسانة الكيميائية لدى الرئيس بشار الأسد، عاد فريق خبراء الأممالمتحدة للأسلحة الكيميائية أمس إلى دمشق لاستكمال التحقيقات حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا حيث وصل فريق الخبراء الدوليين الذي يرأسه آكي سيلستروم إلى مقره وسط دمشق في ثاني زيارة له إلى سوريا، لدراسة نحو 14 حالة استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية خلال النزاع المستمر منذ 30 شهرا في سوريا، وكان الفريق الذي زار دمشق شهر أوت الماضي قد خلص في تقرير رفعه في ال16 سبتمبر إلى استخدام أسلحة كيميائية على نطاق واسع في النزاع السوري، وأعلنت البعثة أنها جمعت أدلة دامغة ومقنعة بأن غاز السارين قتل مئات الأشخاص في هجوم على الغوطة الشرقية بريف دمشق في 21 أوت، وأوضح سيلستروم أن التقرير الذي تم تقديمه كان جزئيا، مشيرا إلى وجود اتهامات آخرى تتراوح ما بين 13 و14 تهمة تم عرضها للأمين العام للأمم المتحدة تعود إلى شهر مارس تطال الطرفين المتناحرين في سوريا.