شرعت أمس بولاية عنابة عملية تمليك السكنات التابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري المستلمة قبل سنة 2004، في إطار التنازل على أملاك الدولة، وذلك في إطار مرسوم تنفيذي يقضي بتمديد عملية التنازل عن أملاك الدولة لصالح المستأجرين. وحسب المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري بالنيابة، يوسف لعور، فإن هذه الملفات ستعالج على مستوى لجان الدوائر المكلفة، منها البوني عنابة وسط وبرحال وعين الباردة، والعملية حسب ذات الجهة، تتضمن امتيازات عديدة للمستأجرين، ليضيف أن عملية سحب الاستمارات وتقديم الملفات متعلقة بالسكنات التي تم انجازها في جانفي قبل سنة 2004، مع مراجعة السعر المرجعي 19 ألف دينار للمتر المربع أصبحت 12 ألف متر مربع، إلى جانب وضع مقاييس أخرى بعين الاعتبار منها الموقع الجغرافي الحضري وشبه الحضري، حيث تم الانطلاق الفعلي في عملية البطاقات التقنية بكل من بلديات البوني وسيدي عمار وعين الباردة. وعلى صعيد آخر، كشف مسؤولي الديوان أن مصالحهم حولت ملف السكنات القديمة والهشة على دائرة مصالح البناء والتعمير، وقد خصص للعملية غلاف مالي معتبر يقدر ب 40 مليار سنتيم، موجهة لترميم السكنات القديمة بالولاية، خاصة منها المباني الهشة، التي تعود إلي الحقبة الاستعمارية، أي سكنات صاص، وقد أوكلت عملية الأشغال إلى ذات القطاع والذي كان قد أنتهي من إعداد الدراسة الأولية، والتي شملت نحو ألف سكن هش. وكان الديوان الجهوي لترميم المدينة القديمة ”أكرافا”، قد رفع تقريرا إلى وزارة السكن والعمران، في أكثر من مناسبة لإدراج المناطق الأثرية في مخططها السكني الجديد، إلا أن ذات الجهة كانت قد أجلت النظر في ملف السكنات القديمة بالولاية، الأمر الذي زاد في هشاشة السكنات التي تحولت إلي سكنات آيلة للسقوط، بسبب الرياح القوية والأمطار الطوفانية التي تعرفها عنابة مع حلول كل شتاء، بالإضافة إلي الاستغلال العشوائي لهذه السكنات التي تحولت إلى مركز عبور من طرف المتوافدين علي الولاية، خاصة خلال العشرية السوداء. ولاحتواء ملف البناءات القديمة، وافقت مديرية البناء والتعمير على إدراج القطاع الحضري الأول والمتواجد بالمدينة القديمة، والتي تحتوي على مباني ذات الطراز الأوربي. وفي سياق متصل، استفادت سكنات حي الغزالة بوسط مدينة عنابة من عملية الترميم، وذلك بناءا علي الدراسة والتقارير الموجهة لفحص وضعية مثل هذه السكنات الغير لائقة، والتي تتطلب الترميم والتهيئة وفق معايير البناء الحضري بالولاية. علما أن مشروع ترميم السكنات القديمة بالولاية من شأنه تحسين مستوى الحظيرة السكنية بعنابة.