علمت ”الفجر” من مصادر على صلة بالموضوع، أن الجزائر رفضت طلبا أمريكيا جديدا يخص السماح لطائرات عسكرية أمريكية باستعمال الأجواء الجزائرية ضمن الحرب الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية بطرابلس. ويأتي هذا الرفض أسابيع بعد رفض الجزائر لطلب أمريكي للتنسيق في ملاحقة الجماعات الإرهابية بالأراضي الليبية كما نقلته ”الفجر” سابقا. ووفق نفس المصادر التي أوردت الخبر ل”الفجر” فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية، جددت طلب الجزائر بالسماح لطيرانها الحربي بمرور الأجواء المتاخمة للحدود مع ليبيا شرق جنوبالجزائر لملاحقة الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة وهو الطلب الذي رفضته الجزائر كليا، حسب نفس المصدر، كتطبيق مبدأ السيادة الوطنية، من جهة ورفض المشاركة من قريب أو بعيد في التدخل في الشؤون الداخلية للدول بوسيلة أو أخرى خاصة لما يتعلق الأمر ببلد جار. ويأتي هذا الطلب الأمريكي الذي سبقه فتح المجال الجوي الجزائري للطيران الحربي الفرنسي في الحرب على الإرهاب بشمال مالي، أسابيع فقط من طلب الولاياتالمتحدةالأمريكية للجزائر مساعدتها في حرب على الجماعات الإرهابية بليبيا التي تعرف وضعا غير مستقر رغم مرور قرابة ثلاثة سنوات على سقوط نظام العقيد معمر القذافي، وهو الطلب الذي رفضته الجزائر رغم التعاون والتنسيق الأمني والقضائي الكبير الذي يجمعها بالولاياتالمتحدةالأمريكية في مكافحة الإرهاب، حيث يكون رفض الجزائر لهذا الطلب نابعا من سياسة رفض أي تدخل أجنبي في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل الإفريقي التي تقود فيها الجزائر رفقة دول ميدان الساحل الإفريقي حربا على الإرهاب والجريمة المنظمة باستراتجية محكمة تأتي بنتائج إيجابية يوميا باعتراف كبار الخبراء الأمنيين. كما كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية طلبت منذ سنوات الجزائر بفتح مجالها الجوي لطائراتها الاستخباراتية والاستطلاعية بالجنوبالجزائري لملاحقة الإرهاب أيضا، وقبلها طلبات بوضع قيادة القوات العسكرية الأمريكية بإفريقيا ”أفريكوم”. يذكر أن العديد من خبراء الشأن الأمني عبروا سابقا عن مساندتهم لموقف الجزائربرفض أي تدخل أجنبي لمكافحة الإرهاب لما يعطي شرعية للجهاديين لمواصلة أعمالهم الإجرامية.