تم خلال اليوم الدراسي الذي احتضنه مركز البحث العلمي بجامعة باتنة، أول أمس، حول ”الضريح النوميدي الملكي إمدغاسن والتراث الأثري بمنطقة الأوراس”، بمشاركة باحثين من الجزائر وأوروبا، الاتفاق على الشروع في تنفيذ برنامج دعم وتثمين التراث الثقافي بالجزائر الممول من طرف الاتحاد الأوروبي بداية من السنة المقبلة، حسب ما صرّح به على هامش الفعالية عبد الوهاب زقاع، مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية في الجزائر. هذا المشروع الذي رصد له مبلغ 21.5 مليون أورو تقوم عليه المؤسسة المختلطة ”الجزائرية الكتلانية” للترميم بإشراف وتمويل من الاتحاد الأوروبي ويعدّ بمثابة أوّل عمل فريد من نوعه في مجال المحافظة على التراث الأثري بمختلف مناطق الجزائر، من خلال تنفيذه على مدى أربع سنوات بحيث تركز العمليات التي تندرج فيه على التكوين وخاصة تكوين المكونين في مجال المحافظة وتثمين التراث الثقافي ومنها الأثري، بالإضافة إلى ترميم أجزاء من 3 مواقع أثرية نموذجية بالجزائر هي القصبة بالعاصمة وقصر الباي بقسنطينة والضريح الملكي النوميدي إمدغاسن بباتنة. وحسب ما صرّح به عبد الوهاب زقاغ بأنّ الهدف من هذه المؤسسة المختلطة التي أنشئت منذ 8 أشهر فقط تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني، وجاءت من أجل التكفل بالمواقع الأثرية من خلال تكوين المختصين في الميدان بالاستعانة بالخبراء الكتلان، وباعتبارها ذات طابع عمومي، قال المتحدث بأنّها ستفتح المجال مستقبلا للجامعيين وحتى المهتمين في القطاع الخاص من أجل الحصول على الخبرة في مجال الترميم، لاسيما وأنّ عدد المختصين الجزائريين في مجال ترميم وحماية التراث لا يتعدى 60 عنصرا، وهو عدد قليل جدا على حدّ تعبيره، حيث يستوجب أن يرتفع إلى 1000 مختص لتحقيق حماية وحفاظ كافي لمواقع الجزائر التراثية. المشروع يمس عديد المواقع الأثرية عبر الوطن على غرار مشاريع بولاية قسنطينة التي برمج بها 74 مشروعا يدخل في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015 إلى جانب الاهتمام بالتكوين. وبحسب ما كشف عنه عبد الوهاب زقاغ أنّه سيتم السنة القادمة بالقصبة بالعاصمة فتح مدرسة وطنية للتكوين في الحرف الصغيرة لها علاقة مباشرة بالترميم وذلك بالتعاون مع وزارة التكوين المهني والتعليم المهنيين. هذا وتم بالمناسبة تقديم شروحات من قبل رومن كورتازا، خلال عرض البرنامج المشترك بين الجزائر وإسبانيا، بخصوص الترميم حول نشاط الفرع في الجزائر وباقي المشاريع التي أنجزها بكتالانيا وإسبانيا، وتلك التي ينجزها بالجزائر لاحقا، وهو ما ثمنه المدير الوطني للاستغلال عبد الوهاب زقاغ، انطلاقا من هذه الشراكة الثنائية التي ستركز على التكوين في قطاع الترميم التي تتطلب مهارات عالية ودقيقة. وفي السياق ذاته، أشارت أمينة منيرة لعرج، مكلفة بالعلاقات الدولية ببعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر، أن ”هذا البرنامج الذي تم التوقيع عليه نوفمبر من السنة الفارطة، يعد سابقة في تاريخ البرامج الثنائية للاتحاد الأوروبي في جنوب البحر الأبيض المتوسط من حيث المبلغ المرصود له والمقدر ب21.5 مليون أورو”.