لقد أدى صدور دستور خاص باللغة الأمازيغية كلغة وطنية، الى ظهور دور نشر تعنى بترقية الكتاب الأمازيغي، حيث يعرف مشاكل عديدة تتعلق بالدرجة الأولى في نقص الانتاج و افتقار رفوف المكتبات الجزائرية الى مثل هذه المؤلفات . وتكاد تنحصر دور النشر التي تنشط في هذا المجال نجد حوالي 12 دار نشر، نجد أغلبها موزعة في كل من الجزائر العاصمة، ولاية بجاية وتيزي وزو على غرار كل من دار "تيرا للنشر" التي تخصص 80 في المئة من اصداراتها باللغة الامازيغية، ودار "الأمال" و"لابونسي" و"أوديسي"، وغيرها دور النشر المعروفة الخاصة منها والعمومية كالمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ودار القصبة التي تصدر بعض العناوين باللغة الامازيغية. ويرجع سبب عدم وصول نشر الكتاب الامازيغي الى المستوى المطلوب في الجزائر حسب ما يؤكده الأمين العام للمحافظة السامية للغة الأمازيغية يوسف مراحي الى "حداثة هذا النشاط الأدبي الذي انطلق في التسعينيات وضعف تدريس اللغة الامازيغية في الجزائر التي بقيت تراوح مكانها، وذلك بالرغم من دسترتها كلغة وطنية في 2002، ويعود السبب في ذلك حسب السيد ابراهيم تزاغارت، صاحب دار "تيرا" للنشر الى "ضعف انتشار هذه اللغة رغم الاعتراف الدستوري بها كلغة وطنية، الا أن حضورها المؤسساتي الذي مازال محتشما، وهذا ما يجعل الكتاب الامازيغي يدرج في خانة التهميش ". كما يعود السبب في ذلك حسب ما يراه الطيب بيباني، مسير مكتبة "اتحاد الكتاب الجزائريين" الى قلة الطلب على هذه الكتب، وعدم اقتراح العناوين من طرف دور النشر في حين يرجع البعض ذلك الى صعوبة قراءة اللغة الامازيغية للاختلاف في استعمال حرف الكتابة وكذا حداثة هذا الاصدار الادبي بالامازيغية. ويرى أن اشراك دور النشر المتخصصة في الكتاب الأمازيغي بمختلف التظاهرات الأدبية "ضرورة ملحة" لعرض اصداراتها مع "منح مساعدات استثنائية" للكتاب الأمازيغي و تخصيص جناح له في المعارض الوطنية والدولية، مما يساهم في تطوير الكتاب بالأمازيغي كغيره من المؤلفات. في حين يرجعه البعض الى قلة الترويج للكتاب الامازيغي، وعدم وجود جريدة تصدر باللغة الأمازيغية في الحقل الاعلامي الجزائري ما يجعل حضور الكتاب "ضئيلا" الى حد كبير مما يعزز الفكرة المتداولة بان نقل التراث في الثقافة الأمازيغية غالبا ما يتم بطريقة شفوية أكثر منها كتابية. وحتى ان وجدت اسهامات عديدة من المؤلفين في الرواية والشعر والقصة والمسرح فان نشر الكتاب ب"تمازيغت" في الجزائر لا زال وكأنه في بداياته مما يستوجب توفير الشروط اللازمة وتظافر جهود الجميع لإعطائه دفعا قويا، حتى لا يكون حضوره رمزيا ونشره "نشاطا للهواة فقط" كما يزعم البعض.