لم تدم فرحة العديد من المستفيدين من الحصص السكنية الموزعة بولاية تيسمسيلت، سواء تلك المصنفة في خانة السكنات الاجتماعية أو التساهمية، طويلا، حيث سرعان ما اصطدموا برداءة إنجاز سكناتهم، واكتشفوا عدم الانتهاء من عمليتي التهيئة الحضرية والخارجية لشوارع هذه الحصص السكنية. وغير بعيد عن مدينة تيسمسيلت، نجد قاطني سكنات الأوبيجي البالغ عددها نحو 180 مسكن، والموزعة حديثا ببلدية برج بونعامة شمال الولاية، لايزال المستفيدون منها يغرقون في مشاكل كبيرة نسجت خيوطها لامبالاة وإهمال المسؤولين المحليين فقد بات العيش بهذه السكنات التي استلموا مفاتيحها منذ 5أشهر تقريبا أشبه بكابوس حقيقي، نظرا لافتقارها لشروط الحياة الكريمة فلا ماء ولا كهرباء ولا حتى غاز تطوق البلدية لربطه بها منذ سنوات خلت برغم من تعداد الكبير لسكانها في ظل البرودة الشديدة التي تشهدها المنطقة، غياب الكهرباء دفع العديد من السكان إلى انتهاج عملية الربط العشوائي لأسلاك الكهربائية، متحدين بذلك الموت ومتناسين الأخطار الحقيقية التي تتربص بهم.. فلم يعد مشكل التموين بالغاز والماء فالكهرباء فقط ما يشتت أذهان قاطني الحصص السكنية بالولاية، بل تعدى الأمر إلى الغش المصاحب لإنجاز تلك البنايات ومن ثم منحها للمستفيد، وبالتحديد بمدينة ثنية الحد التي لا تقل أهمية من حيث تعداد سكانها أو حتى قساوة طبيعتها، نجد قاطني سكان حي 179مسكن و حي 80 مسكنا المعروف ب”لاكناب” يصارعون فوضى البريكولاج، حيث يؤكد بعض من قابلناهم على استلامهم بنايات لا ترقى إلى أن تكون سكنات لائقة، وامتعضوا من التشققات التي شوهت الغرف ناهيك عن الأخطار الناتجة من التسربات في أنابيب الماء واهتراء قنوات الصرف الصحي بسبب تأخر في توزيع الحصص، ما تسبب في حدوث مناوشات بين سكان الطوابق العليا مع من القاطنين بالأسفل بسبب تسربات للمياه القذرة من الأسطح.. مشكل أجبر المتضررون على تكبد خسائر مالية لإعادة ترميم ما أفسدته يد الغش واللامبالاة، مطالبين السلطات الوصية بإعادة النظر في عملية الترميم، والتفكير مليا قبل توزيع أي حصة سكنية تفتقر لأدني متطلبات الحياة.