أقر وزير السياحة، محمد أمين حاج السعيد، بإخفاق سياسة الترويج للسياحة الجزائرية سابقا، إلى حد أن سائحة كندية لما نزلت بمطار هواري بومدين تساءلت مباشرة ”أين الجِمال؟! بسبب الومضات الإشهارية التي كانت تبث عن الجزائر وتصورها بأنها صحراء”. وقال بأن ”من الاستراتيجيات الجديدة للحكومة إشراك وسائل الاتصال الحديثة في الترويج للسياحة الجزائرية بكل أنواعها بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي”. وقال الوزير إن خطوة اصلاح الترويج لوجهة السياحة الجزائرية ضمن 5 توجهات حكومية للنهوض بالسياحة الجزائرية، والتي تتمثل إضافة إلى الترويج ”في التكوين الفندقي والسياحي بفتح مدارس للتكوين بالأقطاب السياحية كما هو الحال بمدرسة عين البنيان التي تضم 880 مقعد بيداغوجي، وتعمل بالشراكة مع مدرسة من لوزان بسويسرا، فقطاع السياحة من القطاعات التي لا يمكن أن تحل فيها الآلة محل الإنسان، ولا فائدة من الهياكل ما لم تكن هناك يد عاملة في المستوى، مع وجوب تغيير ذهنية المستثمر وبناء هياكل استقبال بالمواصفات الحديثة ومتطلبات العائلات وتخطي العجز المسجل في القطاع كما ونوعا”، بالإضافة إلى ”مرافقة الاستثمار حيث هناك اتفاق مع 6 بنوك عمومية في هذا الشأن في انتظار إشراك بنوك خاصة، من أجل الإنجاز السريع للهياكل”. وأثنى الوزير على الإمكانيات السياحية التي تتمتع بها الأغواط، وبضرورة ”عدم رهن حظوظها، والقيام باستثمارات تتماشى مع الطلب المحلي ومع خصوصية المنطقة، ومن بينها السياحة الصناعية بحاسي الرمل، والسياحة الدينية بالزاوية التجانية بعين ماضي، التي تتطلب بناء فنادق، والصناعة الحرفية، حيث اعتبر الحرفي جنديا يدافع عن هوية المنطقة ولا بد من خلق جسور بينه وبين الصناعة وإتاحة فرصة له للتسويق من خلال السياحة”، كما يستوجب ”إشراك الحرفيين في الاستثمارات السياحية بشتى أنواعها، بوضع لمساتهم المعمارية وفي تجهيزات الهيكل السياحية ومستلزماتها”. وكان الوزير في زيارته التي قادته إلى الأغواط، يومي 17 و18 من الشهر الجاري، قد عاين عدة محطات بداية بغرفة الصناعة التقليدية حيث أقيم هناك معرض ل 50 حرفيا من الولاية، وأقام لقاء جواريا وزع فيه 36 محلا على الحرفيات، واستمع فيه لانشغالات أهل القطاع، التي انصبت بالأساس على العوائق الإدارية التي يعاني منها القطاع، والتي كلفت بعضهم تعطل مشاريع بالملايير لمدى سنوات، كما طالبوا بفتح معهد للتكوين السياحي والفندقي، وإعفاء الحرفيين من الضرائب، ودشن الوزير مركز التوجيه السياحي، ومشروع بناء مقر لمديرية السياحة، ومشروع بناء فندق الحورية، كما قام بزيارة لمقر الزاوية التجانية والقصر القديم بعين ماضي، وبلدية سيدي مخلوف واطلع في ذلك على مشاريع سياحية مستقبلية للولاية بالغيشة وسيدي مخلوف وعين ماضي والأغواط.