أجمع المتدخلون في أشغال اليوم الدراسي الذي نظمه معهد الآداب واللغات بالمركز الجامعي بغليزان، على الجهود الكبيرة التي بذلها الدكتور محمد بشير بويجرة في خدمة الأدب الجزائري، وذلك من خلال إثباته لأحقية”الأمير عبد القادر” في إمارة الشعر العربي دون منافس، في مؤلف صدر منه ثلاث طبعات، ووسمه ب “الأمير عبد القادر رائد الشعر الجزائري الحديث”. واتفق الأساتذة المتدخلون الذين حاضروا طيلة يوم واحد بقاعة المحاضرات، على فكر الأستاذ الدكتور محمد بشير بويجرة، الذي كان همّه الوحيد البحث عن التراث الجزائري في شقّه الإبداعي، وذكر الأستاذ الجامعي سمير زاوي على تميّز “بويجرة” في السرد القصصي من خلال استمارة مادته الإبداعية من المجتمع الجزائري، حيث أنطق هذا التاريخ المجيد الحافل وفق بلاغة راقية، صورت الغبن والمعاناة التي عايشها الشعب الجزائري أثناء الحقبة الاستعمارية . وكشفت مداخلة الأستاذة صباح مجاهدي، عن العبد الوطني في إبداع الأستاذ بويجرة، الذي يدفعه “قداسية حبّه” للوطن إلى الكتابة الإبداعية والنقدية، ويحرص في تقديم دراساته على الإهتمام بهذه العلاقة. وأوضحت الأستاذة فاطمة مقدم فضل الدكتور بشير بويجرة في إنصاف “ الأمير عبد القادر”، بعدما تحمل معاناته مع البحث لإظهار حقيقة الريادة للشعر العربي الحديث، حيث أكدت جهود بويشرة أنّ الإبداع الجزائري لم يكن ناسخا ومستهلكا لميزة الإبداع في المشرق العربي، بل تميّة تجربة الأمير عبد القلدر بميزات لم تحصل أن تكون في شعر محمود سامي البارودي، وهو ما دعا ها إلى القول بأنّ أمير الشعر العربي الحديث هو الأمير عبد القادر، وهي النتيجة التي أكدها الدكتور بشير بويجرة. وتوقفت الأستاذة عابد مختارية على مفهوم “الأنا” من خلال إبراز “الآخر”، وهي الثنائية التي محل اهتمام المبدعين في الجزائر، ومنهم الأستاذ المكرّم الدكتور محمد بشير بويجرة، حيث أماط اللثام عن هذه الثنائية في المنظومة الإبداعية في الجزائر. ويشار إلى أنّ مناسبة تنظيم هذا اليوم الدراسي كانت فرصة سانحة للطلبة التي تعرفوا على واحد من أعلام النقد والإبداع في الجزائر، بعدما تأكد الدكتوران سعيد خليفي وزويرة عياد على أهمية هذه الإلتفاته من أجل رد جميل الرجال الذين كانت بصماتهم متجذرة في تطوير الجامعة الجزائرية.