أسدل الستار أول أمس على مرحلة الذهاب من الرابطة المحترفة الأولى التي عرفت تتويج اتحاد العاصمة باللقب الشتوي بعد عودته في آخر جولة بالتعادل الثمين من ملعب 8 ماي أمام وفاق سطيف، الذي حل في الصف الثاني بفارق نقطتين عن المتصدر. رغم أن الأمر يتعلق بلقب رمزي إلا أن أبناء سوسطارة يدركون جيدا أن إنهاء الشطر الأول في الصدارة من شأنه أن يعطيهم دفعا معنويا كبيرا خلال مرحلة الإياب للحفاظ على هذا المكسب ولم لا التتويج بلقب هذا الموسم، رغم أن المأمورية لن تكون سهلة في ظل المنافسة الشديدة بين الأندية التي تطمح إلى قول كلمتها هذا الموسم، خاصة في المرحلة الثانية من البطولة. إلى هذا لم تخل كالعادة منافسة الرابطة المحترفة الأولى من العديد من السلبيات التي طغت على المنافسة، والتي نبرزها خصوصا في التحكيم السيئ الذي ميز المرحلة الأولى، حيث لقي هذا السلك مجددا انتقادات لاذعة من قبل المتتبعين، سيما بالنسبة لرؤساء الفرق المحترفة التي عاتبت كثيرا هيئة بلعيد لكارن على الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها أصحاب البذلة السوداء، والتي أفضت في كل مرة إلى احتجاجات من اللاعبين والمسيرين، لتبقى هذه النقطة الحدث الأبرز في حصيلة الذهاب، إلى جانب تواصل ظاهرة العنف في الملاعب رغم أنه لم تسجل أرقام كبيرة على خلاف المواسم الفارطة التي سجلت تزايدا كبيرا. حنكوش يفجر قنبلة موقوتة باتهامه لجباري بالرشوة لم تكن الرابطة المحترفة الأولى هذا الموسم في غنى عن بروز بعض الفضائح التي صنعت الحدث الأبرز خلال الشطر الأول من البطولة، والتي كان بطلها هذه المرة المدرب السابق لمولودية وهران عبد القادر حنكوش والرئيس يوسف جباري، بعد اتهام الأول بالرشوة والتنازل عن أحد لقاءات الكأس في الموسم الفارط على هامش لقاء وفاق سطيف مولودية وهران، وهي الاتهامات التي تنتظر التحقيق من قبل اللجنة المختصة، لتضاف هذه القضية إلى الفضيحة التي طالت البطولة في الموسم الفارط بما يدعى بقضية الكاب مع شبيبة الساورة والتي وصل صداها إلى هيئة بلاتر. تسقيف أجور اللاعبين لأول مرة في بطولتنا لكن... شهت الشطر الأول من الموسم الكروي عدة قرارات اتخذتها الفاف بالتنسيق مع الرابطة المحترفة، ولعل أبرزها إجراء تسقيف الأجور بالنسبة للاعبين حيث حدد سقفه في حدود 120 مليون سنتيم بعدما شهدت صفقات اللاعبين في المواسم الفارطة أرقاما خيالية سيما بالنسبة لبعض الفرق التي تتخذ من الإغراء وسيلة لانتداب أحسن اللاعبين. وبالرغم من أن القرار أثار ارتياح بعض الأطراف، إلا أن البقية مازالت لم تقتنع بهذا المقترح في إشارة إلى إمكانية حدوث تلاعبات وتحايل بين النوادي واللاعبين.. إقالة أكثر من 30 مدربا من الرابطة المحترفة الأولى والحصيلة مرشحة للارتفاع حطمت سنة 2013 رقما قياسيا من حيث إقالة المدربين في بطولة القسم الأول محترف، حيث كشفت الإحصائيات أن أكثر من 30 مدربا غادروا منصبهم خلال السنة الحالية، وهو رقم قياسي سلبي قد يتفاقم بتقدم الجولات وزيادة ضغط الجماهير التي تطالب دوما بتحقيق النتائج. ومن أصل 16 فريقا يكونون أندية القسم الأول محترف، فإن خمسة فرق فقط حافظت على المدرب الذي بدأ الموسم معها، وهي كل من اتحاد الحراش وشبيبة القبائل وأمل الأربعاء وجمعية الشلف وشباب بلوزداد. ومن بين الأندية المذكورة، فإن اتحاد الحراش هو النادي الوحيد الذي لم يغير مدربه وطاقمه الفني خلال سنة 2013، باعتبار أن شبيبة القبائل، أمل الأربعاء، جمعية الشلف وشباب بلوزداد غيرت مدربيها في الشطر الثاني من الموسم المنصرم. في حين قامت بقية الأندية بتغييرات كثيرة على إطارها الفني، على غرار شبيبة الساورة التي تحتل الصدارة من حيث التغييرات على مدربيها خلال الشطر الأول من الموسم الجاري، حيث قامت بتغيير طاقمها الفني في ثلاة مناسبات خلال الشطر الأول من الموسم الجاري، فضلا عن تغييرها الطاقم الفني الذي قاد الفريق الموسم الماضي، على الرغم من نجاحها في تقديم موسم متميز في أول حظور لنادي الجنوب في الرابطة المحترفة الأولى، لتخطف إدارة الساورة الأضواء من حيث عدد إقالات المدربين في سنة 2013. وإذا كان المنطق هو أن النتائج هي التي تحدد مصير المدرب، فإن هاته القاعدة ليست مطبقة تماما بالجزائر فلا النتائج التقنية ولا أداء الفريق شفعت لبعض التقنيين الذين أقيلوا أو دفعوا لتقديم استقالتهم. هذا الأمر ينطبق أيضا على المدرب عبد القادر عمراني الذي دفع لمغادرة العارضة الفنية لشبيبة الساورة منذ أول جولة لبطولة الرابطة الأولى المحترفة، رغم الفوز العريض الذي حققه أمام اتحاد الحراش بثلاثية كاملة، ليكون أول مدرب يقال في الموسم الجاري، في حين أن هناك مدربين آخرين تمت إقالتهم قبل بداية الموسم بسبب خلافات مع الإدارة. ولم تعد الإقالة تطال المدربين الجحزائريين فقط، بل أن المدرب الأجنبي له نصيبه هو الآخر، على غرار الفرانكو - إيطالي دييغو غارزيتو الذي غادر الطاقم الفني لشباب قسنطينة رغم أن فريقه سجل سلسلة من النتائج الجيدة جعلت ”السنافر” يحتلون مرتبة ثانية مشرفة. ونفس الأمر بالنسبة إلى المدرب الفرنسي رولان كوربيس والذي لم ينج من ”المقصلة” حيث فضل مغادرة العارضة الفنية لاتحاد الجزائر قبل أن تتم إقالته، رغم أن فريقه كان بين كوكبة الصدارة، دون نسيان الثنائية (كأس الجزائر والعرب) التي حققها نهاية الموسم الماضي. بعد 15 جولة من البطولة هناك بعض النوادي عرفت تداول ثلاثة مدريبن على عارضتها الفنية وهي شباب عين الفكرون وأهلي برج بوعريريج وشبيبة الساورة. مولودية وهران ”تستهلك” 7 مدربين في سنة واحدة حملت سنة 2013 رقما قياسيا جديدا بخصوص إقالة المدربين، وهو الرقم المسجل باسم نادي مولودية وهران، حيث تولى سبعة مدربين العارضة الفنية للحمراوة هذا الموسم، وهو رقم مخيف، وأكد أن تغيير المدربين لا يحسن النتائج، حيث يعاني الفريق من ضعف النتائج في البطولة هذا الموسم. أمام هذا الوضع يتساءل المتتبعون إن لم يحن الوقت بعد لتقوم السلطات الرياضية بالجزائر بالتدخل من أجل وضع حد لهذا النزيف الذي لا يخدم الفرق بأي حال من الأحوال، لأن الاستقرار شرط من شروط نجاح أي مشروع لتطوير كرة القدم. في سنوات سابقة لم تكن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تمنح أكثر من إجازتين تدريبيتين لكل فريق. هذا الإجراء لم يعمر طويلا ولم يصمد أمام المد الجارف للإقالات. هذا الوضع شجع بعض المدربين على ”التجوال” بين اأندية، على عكس آخرين يفضلون البقاء إراديا دون عمل خلال فترة إعداد الفرق للموسم الجديد متربصين أدنى فرصة لتعويض أي مدرب يسجل فريقه نتائج سلبية في الجولات الأولى من البطولة. رؤساء النوادي بدورهم على علم بقائمة المدربين دون عمل ويشرعون التفكير في خليفة المدرب الذي سيقال حتى قبل إعلامه بقرار الإدارة. حسب المختصين، هاته الظاهرة قد تأخذ أبعادا أكثر حدة نظرا للعقلية السائدة في أوساط رؤساء النوادي الذين يجعلون المدرب ”كبش فداء” لكي يتفادواى غضب الأنصار ويبقوا في الرئاسة. ضغط الأنصار يتحكم في تعيين وإقالة المدربين ولم يخف أغلب الرؤساءئ في القسم الأول أن ضغط الشارع، ومطالب الأنصار هي المحرك لسلسلة الإقالات، والواقع أن ”الوثبة” التي يبحث عنها المسؤولون لا تأتي دوما بتغيير المدرب كما يأمل الجميع، وهو ما يجعل الإدارة تقوم بتغيير آخر. هذا الأمر يجعل الفريق يدور في حلقة مفرغة ويبقى يبحث عن معالمه باستمرار لكن دون جدوى. بعض الرؤساء القلائل يقاومون ولا يرضخون لضغط المدرجات، مدافعين بكل قوة عن الاستقرار لدرايتهم بفوائده على مستقبل الفريق. ويعتبر رئيس اتحاد الحراش محمد العايب مثالا في هذا الشأن باحتفاظه بالمدرب بوعلام شارف للموسم السادس على التوالي، غير أن العايب هو من دفع ثمن ضغط الأنصار، حيث قرر الاستقالة من رئاسة الفريق. شارف للموسم السادس على التوالي والأكثر بقاء في البطولة الوطنية يواصل مدرب اتحاد الحراش بوعلام شارف تحكيمه للرقم القياسي بخصوص أكثر مدربا بقاء رفقة ناديه في البطولة الوطنية، حيث لا يزال في منصبه للموسم السادس على التوالي، وهو الأمر الذي انعكس إيجابا على نتائج الفريق، الذي تأهل إلى البطولة الإفريقية الموسم الماضي، ونشط نهائي كأس الجمهورية قبل ثلاثة مواسم، غير أن الفريق يمر حاليا بأزمة نتائج، لكن ذلك لم يتسبب في رحيل شارف الوفي لفريقه دوما. اتحاد الحراش يعتبر استثناء لا غير لأن تصرف المسؤولين الآخرين يتناقض مع ما تقوم به الإدارة الحراشية، إذ طالما بقي نفس المسؤولون ودامت نفس العقلية، فإن نزيف المدربين سيتواصل لا محالة.