التهمت البطولة الوطنية المحترفة الأولى، إلى غاية الجولة ال 13 منها، 14 مدربا غادروا كلهم الأندية التي تداولوا على تدريبها منذ انطلاق الموسم الحالي، ولا تزال معظم الفرق وفية لعاداتها بإقالة المدربين بمجرد تسجيل نتيجة إيجابية واحدة، وهذا ما حدث للعديد من الأسماء التي لم يمر على إشرافها على العارضات الفنية لبعض النوادي مدة طويلة، في الوقت الذي حاول فيه البعض الآخر الحفاظ على الاستقرار، غير أن رأي الشارع في الغالب هو الآمر والناهي دائما، كما يحتكم إليه مسؤولو الأندية الذين يغطون عجزهم دائما بتحميل المسؤوليات على المدربين، رغم أن لديهم في بعض الحالات مسؤولية في هذا الشأن. حطم المدرب المستقيل من وفاق سطيف حديثا، جون لانغ، الرقم القياسي في عدد الأيام التي قضاها في الفريق، حيث لم يدم مكوثه على رأس العارضة الفنية لبطل الجزائر للموسم الماضي شهرا كاملا، ليغادر رغم أنه سجل نتيجة إيجابية في لقاء الكأس بتأهل فريقه إلى الدور القادم، المدرب الفرنسي تحجج بدواع صحية، إلا أن رميه للمنشفة بهذه السرعة لم يأت إلا بعد الضغط الذي مورس عليه، لأنه لم الإجماع بين مسيري الفريق السطايفي. هذا المدرب جاء ليعوض روبار فيلود الذي تحول إلى تدريب إتحاد العاصمة، بعد أن استقال الفرنسي رولان كوربيس من الإشراف على العارضة الفنية للنادي العاصمي. وقبل نهاية المرحلة الشتوية من البطولة الوطنية، يبدو أن ميزة المدربين الأجانب لم تجد نفعا، رغم أنها تحولت إلى موضة لدى هذه الأندية التي تعتبر محترفة، والتي أصبحت تستورد دائما المدربين الأجانب، غير أنها سرعان ما تستغني عنهم مع كل الخسائر التي تنجم عن ذلك، خاصة أن معظمهم لا تنتهي عقودهم قبل أن يتم فسخها. شباب قسنطينة الذي يستعرض المدربين الأجانب سرعان ما أعلن الطلاق مع المدرب دييغو غارزيتو، بعد المشاكل الكثيرة التي عرفها الفريق، والتي عجلت برحيله من رأس العارضة الفنية للشباب الذي تراجعت نتائجه بشكل ملفت للانتباه، كما أعلنت شبيبة الساورة عن فراقها مع المدرب على مشيش عقب الإقصاء الأخير من الدور ال 32 من كأس الجزائر، حيث كان مستهدفا من قبل الإدارة البشارية منذ عدة أيام، وترك مكانه للمدرب الفرنسي ألان ميشال، حسب ما أعلنته إدارة النادي أمس، الفرنسي الذي أصبح وجها مؤلوفا لدى الجزائريين، وعاش نفس وضعيات المدربين الآخرين، وقبل علي مشيش في شبيبة الساورة، أقيل عبد القادر عمراني الذي سبق له أن أشرف على النادي، وأقيل مرة ثانية من فريق شباب عين الفكرون الصاعد الجديد إلى الرابطة المحترفة الأولى، فأصابته عدوى حمى تغيير المدربين، حيث التهم هذه المرة مدربه الثالث بعد بوغرارة في البداية وسعيد حموش مؤخرا.نفس الوضعية عاشها المدرب مراد رحموني الذي بدأ الموسم مع مولودية بجاية، ليجد نفسه خارج الفريق، رغم أنه كان مهندس الصعود مع هذا النادي إلى الرابطة المحترفة الأولى. الفريق الثاني لمدينة بجاية، شبيبة بجاية، عرف الآخر الطلاق بينه وبين مدربه الأول نور الدين سعدي الذي لم يوفق في تحقيق النتائج الإيجابية في انطلاق البطولة، ليرى نفسه مبعدا هو الآخر، رغم تجربته الواسعة في ميادين كرة القدم. نفس المصير لقيه المدرب رشيد بلحوت الذي أبعد من العارضة الفنية لأهلي برج بوعريريج، وجياني سوليناس من مولودية وهران، وألان غيغر من مولودية الجزائر.عدد المدربين المبعدين في بطولة الرابطة المحترفة الأولى يبقى مرشحا للارتفاع من يوم لآخر، خاصة أن هناك العديد من التقنيين المتواجدين بين المطرقة والسندان في الأندية التي يدربونها، فهم مهددون بالإقالة في أي وقت، على غرار مدرب شباب بلوزداد ميغال قاموندي أو مدرب أهلي البرج التونسي نبيل الكوكي الذي التحق مؤخرا بالعارضة الفنية لهذا الفريق، والذي لم يستطع قيادته إلى العبور إلى الدور ال 16 من كأس الجزائر، كما يقال: ”ما خفي أعظم” والبقية آتية. فالأندية تتفنن في تغيير المدربين ولا تتفنن في تحسين مستوى البطولة الوطنية.