نفت وزارة التربية أن يكون الاجتماع الأخير الذي جمعها بنقابات التربية قد خرج بدون نتائج، بالنظر إلى استجابتها لمعظم المطالب حتى تلك التي تعود لسنوات التسعينات، زاعمة أن الانتقادات الموجهة إليها آتية من نقابة واحدة لم تجرؤ على ذكر اسمها، معتبرة أن ما صدر منها من معلومات “مغرضة”، في حين تحضر أغلب نقابات القطاع لعقد مجالسها الوطنية لشن موجة إضرابات في المؤسسات التربوية قريبا، وإعلان أكثر من نصف مليون موظف في القطاع مقاطعة الدراسة. اعتبر بيان لوزارة التربية - استلمت”الفجر” نسخة منه - أن اللقاء الأخير جرى في ظروف ملائمة، رغم إعادة النقابات لطرح انشغالاتها بقوة وبعيدا عن أي رضا ذاتي، مؤكدة استجابتها للمطالب، ونقلت أن “بعض الصحف الوطنية نقلت معلومات مغرضة ركزت على ما جاء على لسان نقابة وطنية واحدة فقط من بين النقابات التسع”. ولخصت الوزارة المطالب التي قامت بتلبيتها “التي تعود بعض منها إلى سنوات التسعينات”، وأشار في البداية إلى ملف طب العمل، موضحة أنه “تم الاتفاق في هذا الصدد على تخصيص على مستوى كل ولاية منشأة ملائمة لإنجاز مركز لطب العمل خاص بعمال قطاع التربية الوطنية”، كما أشارت إلى السكنات للمعلمين في الجنوب والهضاب العليا على مستوى 14 ولاية، مضيفة أنه “إثر تدخل لوزير التربية الوطنية التزم الولاة المعنيون بتوفير حصص معتبرة من السكنات الوظيفية غير القابلة للتنازل للمعلمين بمنطقة الجنوب والهضاب العليا”. وحسب بيان الوزارة فإن “هذا الإسهام يعد تكملة ل6000 مسكن الموجهة لمعلمي الجنوب والمسجلة في إطار المخطط الخماسي الجاري”، موضحا أن “العديد من الولاة شرعوا في منحها بعد الاستعانة بوزارة السكن من أجل منح حصص سكنات بمختلف الصيغ”. وتطرق البيان إلى مطلب المقرات، وأكد أنه تم إصدار أوامر إلى كافة مديري التربية من أجل تخصيص مقرات للنقابات التي لا تملك مقرات في أقرب الآجال. وحول تطبيق القانون الأساسي الجديد لعمال التربية، أكد البيان أنه “استفاد أكثر من 20.000 موظف من القطاع من ترقية بعد الامتحانات والمسابقات التي نظمت في ديسمبر 2013 في حين تم إطلاق عمليات ترقية وتكوين أخرى في إطار الرد على المطالب التي قدمتها النقابات”، مشيرا إلى أنه تم إعلام الشركاء الاجتماعيين بأنه “ليس من العادات المؤسساتية أن يتم تغيير قانون أساسي لم يخضع للتقييم بعد تطبيقه، وذلك على الرغم من الاستثناءات الممنوحة من قبل مصالح الوظيف العمومي، إلا أن النقابات مدعوة لتقديم اقتراحاتها في انتظار ظرف ملائم”. وترى الوزارة أن الانتقادات وردت عن نقابة واحدة في إشارة إلى “الكناباست”، وأكدت أنها تحمل 3 مطالب ذاتية وليس لها أي أساس من الصحة، موضحة بشأن تنظيم ثلاثية مثلما دعت إليه هذه النقابة، أن “الأمر كان في الحقيقة مجرد سوء تفاهم“، كما تم التوضيح أنه “بموافقة ممثلين عن المديرية العامة للوظيف العمومي تم تنظيم اجتماع إعلامي (و غير ثلاثي) بحضور تسع نقابات معتمدة بهدف توضيح بعض أحكام القانون الأساسي لعمال التربية”. “الإنباف”: “الوزارة تتجه إلى خطوة أخرى لتعفين الوضع” وتتمثل “نقطة الخلاف الأخرى” التي تم التطرق إليها في إصرار “الكناباست” على طلب إعادة إدماج أستاذ تمت معاقبته لارتكابه عدة أخطاء مهنية كمطلب رئيس، تكرر هذا المطلب على مدار ست ساعات المخصصة للاجتماع الثنائي يوم 12 أكتوبر، علما أن الوزارة لبت المطلب آنذاك لوقف الإضراب الذي دخلت فيه النقابة. وتطرقت الوزارة إلى قيام النقابة بتغيير اسمها، وقالت إن هذه النقابة “تناقض تماما صلاحيات اعتمادها التي تمنحها مجال اختصاص واحد في حين أنها تسعى إلى توسيع نشاطاتها لتشمل أطوارا تعليمية أخرى، وذلك رغم نداءات الهيئات المختصة إلى احترام القانون”، واعتبرت وزارة التربية الوطنية أن هذه النقابة “تناقض قوانين الجمهورية”. وحركت التصريحات الاستفزازية للوزارة “الإنباف” للرد بالقول إنه “في خطوة أخرى لتعفين الوضع صرح ممثلو وزارة التربية بأن الوزارة أجابت عن كل الانشغالات في لقائها الأخير مع النقابات وبهذا تكون الوزارة قد دخلت في سياسة مغالطة الرأي العام”. وأضاف “الإنباف” أنه إذا كانت الوزارة قد صرحت بما صرحت به فإن النقابات لا تملك محضرا ممضى من الطرفين كعادة اللقاءات الأخرى السابقة، كما أن قولها إنها “أجابت عن مطلب طب العمل فيه محاولة أيضا للتغليط”، مؤكدا أن “طب العمل ليس بمطلب جديد، إنه مطلب قديم جدا، ومطالبنا متعددة، منها قضية الآيلين للزوال والمدمجين في الرتب المستحدثة الذين يتطلب وضعهم إدماجهم في رتب المكون والرئيسي وهذا في الأطوار الثلاثة”. وختم “الإنباف” تصريحه بالقول “إن الوزارة بعدما اكتشفت زيف وعودها ها هي تغالط أولياء التلاميذ والرأي العام على السواء، لكنها لن تستطيع أن تغالطنا لأننا نعلم مطالبنا جيدا وننتظر فقط إشارة المجلس الوطني”، ومعلوم أن “الإنباف“ سيعقد دورة طارئة لمجلسه الوطني هذا الخميس، كما ستعقد “سناباست” أيضا اجتماعا لمجلسها السبت المقبل، والأمر ذاته بالنسبة ل”كنابست” الذي سيلتقي بمناضليه أيضا قريبا.