أعلنت وزارة التجارة أمس عن مباشرتها التحقيق لتحديد الأسباب ”الحقيقية” للأضطراب المسجل في توزيع حليب الأكياس منذ بضعة أيام، وذلك في وقت وجه الوزير الأول من ولاية مستغانم تعليمات لمنتجي الحليب من أجل التوقف التدريجي عن استخدام الأكياس البلاستكية في تعليب الحليب وتعويضها بعلب ورقية وذلك في مدة لا تتجاوز 3 أشهر. وعرفت عدة ولايات من الوطن منها الجزائر العاصمة قد شهدت خلال الأيام الأخيرة اضطرابا في توزيع حليب الأكياس المبستر (25 دج). وأكد المدير العام لضبط و تنظيم النشاطات على مستوى الوزارة آيت عبد الرحمان في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أمس أن ”الوزارة ستحقق ابتداء من اليوم الأربعاء (أمس) في الأسباب الحقيقة وراء الاضطراب الذي تشهده عملية توزيع هذا المنتوج عقب جدل بين الديوان الوطني المهني للحليب ومختلف وحدات إنتاج الحليب”. وأرجعت وحدات إنتاج الحليب هذه الاضطرابات لكون الديوان الوطني المهني للحليب قد قام بتخفيض الحصص المعتادة لمسحوق الحليب الذي يوزعه على هذه الوحدات، غير أن الديوان أوضح من جهته أن المشكل يطرح على مستوى التوزيع بهذه الوحدات، حسب المسؤول ذاته. من جهته صرح المدير العام لديوان الحليب فتحي مسار أن ”كل وحدات إنتاج الحليب العمومية والخاصة تتحصل على حصصها بشكل عادي دون أي قيد و هذا منذ ثلاث سنوات وبالتالي فإنه لم يسجل أي اختلال في التوازن”. وقال المسؤول ذاته إن الديوان ”أكد أن مشتريات لمسحوق الحليب يكفي لمدة ستة أشهر، مما سيسمح بضمان التموينات إلى غاية شهر رمضان 2014”، مضيفا أنه ”لا يوجد أي دافع بالنسبة للديوان حتى يقوم بتقليص حصصه”.واسترسل المتحدث يقول إن ”وحدات إنتاج الحليب تتلقى حصصها حسب الاتفاقيات الموقع عليها وعملا ببرنامج توزيع مسحوق الحليب الذي سطرته اللجنة الوزارية المشتركة التي أنشأتها وزارة الفلاحة”. واستورد الديوان الوطني المهني للحليب في سنة 2013 ما يعادل 136000 طن من مسحوق الحليب، أي بزيادة تقدر ب13000 طن مقارنة بسنة 2012، حسب التصريح الذي أدلى به مؤخرا وزير التجارة مصطفى بن بادة. ويبدو أن حليب الأكياس المدعوم من قبل الدولة قد صار يشكل صداعا للحكومة، فقد وجه الوزير الأول عبد المالك سلال أمس من مستغانم تعليمات لمنتجي الحليب من أجل التوقف التدريجي عن استخدام الأكياس البلاستكية في تعليب الحليب وتعويضها بعلب ورقية. وقال سلال لدى زيارته لجناح مجمع ”جيبلي” لإنتاج الحليب على هامش تدشين ميناء الصيد والترفيه ل”صلامندر” أنه ”يجب التوقف بشكل تدريجي عن استخدام الأكياس البلاستكية في تعبئة الحليب وتعويضها بعلب ورقيه”، ممهلا منتجي الحليب مدة ثلاثة أشهر للشروع في هذا الإجراء الذي سيسمح - كما قال - بالحفاظ الأحسن على هذه المادة ذات الاستهلاك الواسع وكذا حماية البيئة.