حازت مسرحية ”الجميلات” للمخرجة صونيا ميكيو والمؤلفة نجاة طيبوني، على الإشادة من طرف النقاد والجمهور على السواء، في إطار فعاليات مهرجان المسرح العربي المستمرة فعالياته بالشارقة حتى ال16 من جانفي الجاري، رغم الضجة الكبيرة التي أحدثتها في الندوة التطبيقية التي تلت العرض. دخلت المخرجة صونيا مكيو المنافسة، إلى جانب ثمانية عروض أخرى عربية تتنافس على جائزة الدكتور سلطان القاسمي لأفضل عمل عربي مسرحي في هذه الدورة السادسة، بمسرحيتها الموسومة الجميلات، التي أنتجها المسرح الجهوي عز الدين مجوبي لعنابة سنة 2012 ضمن الاحتفال بخمسينية الاستقلال، لدى عرضها، أول أمس، بقصر الثقافة بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة، بحضور جمهور غفير مثله فنانون ومثقفون والجالية الجزائرية المقيمة بالإمارات، حيث استطاعت المسرحية أن تنال إعجاب الجمهور الذي تفاعل مع مشاهد وفصول المسرحية التي تحكي قصة خمس سجينات تحمل كل واحدة منهن اسم ”جميلة” وهي رمز نضال النساء الجزائريات، مهما اختلفت التسمية أو العمر أو مكان تواجدها في الجزائر. فبعد العرض صفق الجمهور طويلا لفريق العمل بعد الأداء الرائع المتناغم على الخشبة بقيادة صونيا التي عملت على صياغة عرض يبرز دور المرأة الجزائرية في الاستقلال، وذلك بالتنسيق مع الكاتبة نجاة طيبوني وممثلات شابات قمن بالأدوار هن ليندة سلامي، وليديا لعريني، رجاء هواري، أمال مخلوف، ومنى بن سلطان. وفي السياق أوضحت المخرجة صونيا في المؤتمر الفكري الذي خصص لوقفة حداد على روح الفنان شيخ المسرحيين الجزائريين محمد بن ڤطاف بأنّ الحديث دائما عن النضال في الجزائر يقتصر على الرجل ويغفل فيه دور المرأة، أو يجري اختزاله في اسم جميلة بوحيرد، وبينت أنّ هناك العديد من المناضلات اللاتي يحملن اسم ”جميلة”، فثمة جميلة بوعزة، وجميلة بطوشة، وتأسيسا على هذه الملاحظة شحذت ذهنها متأثرة بمشاهدة فيلم عن سيرة سجينات نساء جزائريات بسركاجي إبان الاستعمار سنة 1961، دفعها إلى صياغة عرض تظهر ما عملته المرأة في الثورة لنيل الاستقلال. ويحكي العرض قصة خمس مناضلات سجينات يقاومن بكل صلابة كل أشكال التعذيب الذي يتعرضن له من طرف البوليس الفرنسي، يمضين أيامهن مفعمات بقوة الأمل، وينتظرن تلك اللحظة التي يفرحن فيها بوطن حرّ ينعمن فيه بالحرية والاستقلال، والمسرحية مستلهمة من قصة حقيقية جرت في الواقع، حيث يحاكي البنية العامة للقصة ويختلف في بعض التفاصيل لاعتبارات فنية. وتم قبل انطلاق العرض الوقوف دقيقة صمت ترحما على روح الفنان القامة المسرحية الكبيرة محمد بن ڤطاف وتوجيه تحية شكر وعرفان للجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد. كما كانت الباحثة العراقية عواطف نعيم قد طلبت من الحضور الوقوف حداد لروح بن ڤطاف، الذي رحل قبل أيام فقط وذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد صبيحة أولّ أمس.