كما كان متوقعا لم تنجح خطط جمع النظام السوري والمعارضة داخل غرفة واحدة يتواجهان فيها وجها لوجه على طاولة حوار مشتركة برعاية الأممالمتحدة، حيث تأجل اللقاء الذي كان منتظرا أن يجمع الطرفين أمس والذي صاحبته شكوك وآمال ضئيلة، فيما أعلن النظام أمس رفضه طلب المعارضة تشكيل حكومة انتقالية وهدد بالانسحاب من جنيف ما لم تعقد جلسات جادة اليوم. فشلت أمس أول مفاوضات مباشرة بين النظام السوري والمعارضة التي تطالب بإسقاطه، والتي صاحبها إجماع على صعوبتها وآمال ضئيلة بتحقيق نجاحات سريعة، واكتفى وسيط الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي بعقد اجتماعات منفصلة مع وفدي الحكومة والمعارضة السورية، حيث قالت أليساندرا فيلوتشي، من مكتب الأممالمتحدة في جنيف لوسائل الإعلام، أن الإبراهيمي يعقد اجتماعات مع الوفد الحكومي السوري بقيادة وزير الخارجية وليد المعلم على أن يلتقي وفد المعارضة في وقت لاحق من يوم أمس، وأضافت أن الإبراهيمي أعلن أن المفاوضات لم تسر وفق التوقعات السابقة، مشيرة إلى أن الوسيط يحتاج لعدة أسابيع للاستعداد للمحادثات المباشرة بين الطرفين في جنيف. مفاوضات “جنيف 2” التي احتضنتها مدينة مونترو السويسرية أظهرت في جلسة افتتاحها تناقضا تاما في وجهات النظر، كما لم تغير شيئا في مواقف الطرفين المتنازعين، حيث تتمسك الحكومة السورية بالأسد وترفض الانصياع لطلب المعارضة بتشكيل حكومة انتقالية، وهو ما أكده أمس وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الذي قال أن حكومته لن تقبل طلب المعارضة تشكيل حكومة انتقالية، ونقل التلفزيون السوري عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله أمس للمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أن وفد الحكومة السورية سيغادر جنيف ما لم تعقد جلسات جادة اليوم، من جانبهم أعلن ممثلون من وفد المعارضة السورية بأن وفدهم لن يجري محادثات مباشرة مع الحكومة السورية إلا بعد إقرارها الرسمي بالبيان الختامي لمحادثات “جنيف 1” الداعي إلى تشكيل حكومة انتقالية، كما يصر الائتلاف على التمسك بمطلب تشكيل حكومة ممثلة لكل الأطراف لا يكون للرئيس السوري دور فيها. وكان المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي كثّف جهوده الدبلوماسية مساء أمس الأول لإعطاء دفع للمفاوضات، حيث أجرى محادثات صعبة وتفصيلية مع رئيس وفد الحكومة السورية وليد المعلم ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا في مقر إقامتهما، للاتفاق على صيغة المفاوضات التي كان مخططا لها أمس، إلا أن هذه المساعي ذهبت سدى بإعلان إلغاء اللقاء، حيث قال فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، في تصريحات إعلامية، أن الوسيط الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي أبلغ وفد الحكومة السورية إلى مؤتمر “جنيف 2“ بأن الاجتماع الذي كان مقررا أمس بين الطرفين السوريين لن يعقد، وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي سبق وأن أعلن تأجيل الاجتماع بين وفدي الحكومة والمعارضة بجنيف إلى وقت لاحق من نهار أمس، فيما أشارت وسائل إعلامية في وقت سابق أن الإبراهيمي يعقد الجمعة المزيد من اللقاءات المنفصلة مع وفدي الحكومة والائتلاف الوطني السوري.