أبرز وزير النقل, السعيد سعيود, اليوم السبت بالجزائر العاصمة, الجهود المبذولة لتحسين وتطوير أنظمة امن الطيران المدني, لضمان الامتثال التام للمعايير الوطنية والدولية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال منتدى دولي نظمته شركة الخطوط الجوية الجزائرية حول أمن الطيران المدني, بحضور الرئيس المدير العام للشركة, حمزة بن حمودة, والمدير العام للوكالة الوطنية للطيران المدني, حسن بولفلفل, إلى جانب خبراء من هيئات طيران دولية وإقليمية ومدراء عامين لعدة مطارات. وأكد الوزير أن الدولة تولي اهتماما كبيرا لأمن الطيران المدني, من خلال تعزيزه بكل الوسائل القانونية والمادية اللازمة, مشيرا في هذا السياق إلى جملة الامكانيات التي استفادت منها المطارات في الفترة الاخيرة على غرار أنظمة المراقبة الحرارية والكواشف. يضاف إلى ذلك, تعزيز أنظمة الرقابة عن طريق وسائل رقمية حديثة, وتوسعة وإعادة تهيئة المحطات الجوية بشكل يراعي المتطلبات الأمنية وفق المعايير العالمية, مع إخضاع الطائرات الجديدة التي يتم اقتناؤها إلى كافة معايير السلامة قبل دخولها حيز الاستغلال. وسيتم خلال الشهر الجاري التوقيع على وثيقة سياسة الأمن والسلامة الخاصة بشركة الخطوط الجوية الجزائرية, و"التي تلتزم بموجبها الشركة بشكل عملي باحترام اللوائح والقوانين الوطنية والدولية لأمن الطيران, حيث تتبنى جميع التدابير الضرورية للحد من المخاطر". من جانبه, أكد السيد بن حمودة, أن الجوية الجزائرية تعمل منذ تأسيسها على الامتثال لأعلى المعايير الدولية في مختلف جوانب عملياتها, سواء من حيث تأمين الرحلات, أو تطوير أنظمة المراقبة والتحكم أو تدريب الطواقم التقنية وفق أحدث البرامج المعتمدة عالميا. وتسعى الشركة -حسب السيد بن حمودة- إلى "تبني استراتيجية متكاملة ترتكز على الوقاية قبل الاستجابة, من خلال رصد المخاطر المحتملة وتحليلها بدقة, واتخاذ تدابير استباقية تحد من تأثيرها على العمليات الجوية", فضلا عن تعزيز التعامل مع الهيئات التنظيمية الدولية, ومواكبة أفضل الممارسات في مجال أمن الطيران, إضافة إلى تدريب الكوادر البشرية وتأهيلها للتعامل مع أي سيناريو أمني محتمل. وبخصوص الأمن السيبراني, أكد المتحدث أن مؤسسته بصدد تطوير برامج لتحيين النظم وفقا لمعايير المنظمة الدولية للطيران المدني, من خلال اعتماد حلول متقدمة للكشف المبكر عن التهديدات, وتعزيز القدرة على التصدي لمحاولات الاختراق. من جانبه, أكد السيد بولفلفل أن أمن الطيران يمثل "مسؤولية جماعية" تقتضي التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف, مشيرا إلى أن "الأمر يتعلق بسمعة البلاد, التي تقتضي رفع معايير التدقيق والرقابة لتشريفها, وجعل الجزائر نموذجا رياديا وقوة طيران تنافسية اقليميا ودوليا". وشدد السيد بولفلفل على ضرورة الاستثمار في الابتكار ونماذج الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة, لنجاعة أكبر في تحديد ورصد المخاطر وتطوير انظمة تنبؤ ذكية. ويعد المنتدى الدولي لأمن الطيران فضاء يجمع الخبراء والفاعلين في مجال النقل الجوي لمناقشة التحديات الأمنية واستعراض الحلول المبتكرة, التي من شأنها الارتقاء بمعايير الأمن الجوي.