سينظم مخبر البحوث والدراسات الاجتماعية بجامعة سكيكدة، يوم 05 مارس 2014، الملتقى الوطني الأول حول مناهج البحث بين الأطر المعرفية والرهانات الابستيمولوجية للإشكاليات البحثية المعاصرة، بحضور مختصين ومفكرين من مختلف الجامعات الجزائرية. ستتم خلال اللقاء المرتقب تنظيمه في 5 مارس المقبل، نقاشات ومداخلات ودراسات ترمي لإيجاد وكشف التباين والتنوع على المستويين الفكري والابستمولوجي للأطر المعرفية والفكرية للمناهج المستخدمة في بحوث العلوم الاجتماعية، اختلافا صارخا في موضوع التأسيس المنهجي والشرعية العلمية للنشاط البحثي، ونشأة وتطور هذه العلوم. وعلى ضوء هذه المقاربة تم تحديد بعض المحاور والتي يرى المتدخلون من أساتذة ومؤطرين إلى أساسية في تفسير الجدلية القائمة بين الأطر المعرفية لمناهج البحث الاجتماعي والرهانات الابستمولوجية للمشكلات البحثية التي يواجهها الباحث الاجتماعي اليوم. فجاءت محاور المداخلات كالتالي: المحور الأول حول نشأة وتطور مناهج البحث العلمي وطرائقه، أما الثاني فيتطرق إلى الإشكالات المنهجية والإبستيمولوجية المعاصرة التي تواجه الباحث الاجتماعي. فيما الثالث يناقش التكامل المنهجي بين الأطر المعرفية للنظرية السوسيولوجي وأبعادها الامبريقية، والرابع سيدرس الأسس والاعتبارات العلمية التي يتبناها الباحث في اختيار المنهج لتحقيق الملاءمة النظرية والامبريقية، ومحور خامس أخير بعنوان نماذج حقلية عن تطبيقات مناهج البحث العلمي: طرائق وتقنيات البحث الميداني، ويرى المتدخلون من المؤكد أنّ العلوم الاجتماعية مدينة ومرهونة في تطورها وازدهارها بتطور أساليب وطرق البحث التي تعالج مختلف المشكلات البحثية، لاسيما تلك المتعلقة بأسباب التطور والتنمية الاجتماعية، ما يجعل الباحث الاجتماعي يعيد النظر في المناهج المتبعة في تنفيذ البحث.. حيث تبدو هذه المحاولة عسيرة لأننا تعودنا على تجنب مساءلة الترسانة المنهجية التي نستخدمها في بحوثنا، فيصعب علينا التشكيك في التيارات الفلسفية والمعرفية التي أطرت تفكيرنا وحددت أطر مداركنا، هذا التعود الذي يؤدي بفعل الممارسة إلى ترسيخ أدوات البحث وطرائقه الاجتماعية كمعتقدات في المنتج المنهجي وفي أساليب التعاطي مع الإشكاليات البحثية المعاصرة، وليس تقديم معرفة علمية تعيد إنتاج مناهج للتفكير. وإن منهج البحث الاجتماعي اليوم مطالب برفع التحدي في البحث العلمي الذي يفتح آفاقا جديدة تعالج باستجلاء مختلف الجوانب الكمية والنوعية للظاهرة بكل أبعادها الاجتماعية ومؤشراتها التفسيرية. ويصبح المنهج في البحث الاجتماعي قادرا على تقديم مفاتيح المعرفة العلمية ذات الموثوقية المشروعة التي تتجاوز الكثير من المشكلات الابستمولوجية والتبعية التاريخية والشكوك العلمية، فمن المؤكد أننا مطالبون بابتكار مناهج تفكير جديدة أي بديلة قادرة على تناول تعقيدات الواقع المعاصر.