باتت وكالات كراء السيارات وجهة الكثير من العائلات والشبان الباحثين عن حرية التنقل بوسيلة تضمن لهم سفرا مريحا لا تفسده زحمة الحافلات وغير مقيد بوقت، ولا بثمن ”كورسة” يرهق الجيوب. غير أن للوكالات من جهة أخرى شروطها التي تفرضها لضمان السير الحسن للاتفاقية الموقعة بين الطرفين. هي كثيرة ومتعددة المناسبات والظروف التي تدفع مواطنين لا يملكون وسيلة تنقل للجوء إلى وكالات كراء السيارات من أجل الحصول على مركبة تتيح لهم التنقل إلى وجهات مختلفة بكل حرية ودون قيود، سوى بعضها التي تدخل في إطار الاتفاقية بين الطرفين، كضمان سلامة واسترجاع للوكالة وشروط استعمال للزبون، وبين مرحب ومعترض على هذه الأخيرة تختلف آراء المتعاملين مع هذه الوكالات. الشبان والعرسان أكثر إقبالا على هذه الوكالات يجمع أغلب مالكي وكالات كراء السيارات أن أكثر الزبائن يتمثلون خاصة في الشباب والمقبلين على الزواج، فالفئة الأولى - حسب ذات المصدر - تغريها المفاخرة في التنقل كل مرة بسيارة من نوع وطراز فاخر، في حين يلجأ إليها البعض الآخر من أجل قضاء الأشغال العالقة الضرورية التي تتطلب التنقل الكثير. ولأن تكلفة كراء سيارة لمدة معينة تبقى أقل نسبيا من تلك التي يفرضها سائقو التاكسي و”الكلوندستان” يكون الإقبال على وكالات الكراء متزايدا في هذه الحالات. في السياق، يقول عبد المالك، صاحب وكالة كراء سيارات ببرج الكيفان:”يكون الإقبال على وكالتنا متزايدا في أيام العطل خاصة، وأغلب المتوافدين علينا من الشبان الذين يصرون على اختيار الأنواع الفاخرة والموديلات الجديدة”. ويضيف محدثنا:”رغم ضرورة الأشغال والأسباب التي تدفع فئة الشباب لكراء المركبات، غير أن أغلبهم إن لم نقل كلهم يركزون على اختيار النوع الممتاز والطراز الرائج”. من جهة أخرى، يؤكد أصحاب وكالات الكراء أن زبائنهم من المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا كبير كذلك. وفي هذا الصدد يحدثنا خالد، موظف في وكالات كراء سيارات بعين طاية، قائلا:”يقصدنا المقبلون على الزواج أو أحد أفراد عائلتهم من أجل كراء سيارة أوفي بعض الأحيان عدة سيارات من أجل موكب العروس، حيث باتت موضة المباهاة بأفخر أنواع السيارات خلال الموكب رائجة بكثرة هذه الأيام”. كما يضيف محدثنا أن بعض الأزواج الجدد يقومون بكراء السيارات كذلك من أجل التنزه والتجول خلال أيام شهر العسل بالنسبة للذين لا يملكون سيارات. مبالغ مالية ووثائق شخصية كضمان.. تقوم وكالات كراء السيارات بفرض بعض الشروط التي تراها ضرورية من أجل السير الحسن لعملية الكراء، ومن أجل ضمان استرجاع مركباتهم في نفس الوضعية التي تم تسليمها بها، أو على الأقل من أجل الاحتفاظ بضمان أو بديل يمكنهم من إعادة صيانتها في حال حصول أي حادث. وفي السياق، ومن أجل الاطلاع على هذه الشروط، قمنا بزيارة عدد من الوكالات التي صرح لنا مالكوها أنهم يفرضون على الزبون جملة من الشروط تتمثل غالبا في الاحتفاظ ببعض الوثائق الشخصية، كجواز السفر أو بطاقة التعريف الوطنية، ومبلغ مالي معتبر ك”عربون” يمكّن الوكالة من تأمين المركبة من أي حادث. في هذا الشأن، كان لنا حديث مع بعض الزبائن من أجل لمس آرائهم والتعرف على موقفهم من هذه الشروط. مجيد هو أحد الشبان الذين قام رفقة ابن عمه بكراء سيارتين من أجل المشاركة في موكب عرس أخيه، حيث قام باختيار سيارتين فخمتين رباعيتي الدفع من أجل إحضار العروس، فقام صاحب الوكالة حينها باشتراط ترك جواز سفره ومبلغ مالي قدره مليون سنتيم لليوم الواحد، إضافة إلى 3 ملايين أخرى كضمان في حالة حادث، ما اعتبره محدثنا أمرا مبالغا فيه. في السياق يقول مروان:”كنت أرغب في كراء سيارة في عطلة الصيف لأجل قضاء بعض الوقت خارجا مع عائلتي، غير أن الشروط التعجيزية التي تفرضها هذه الوكالات جعلتني أتراجع عن قراري”. .. ووكالات ضحية التلاعبات يشتكي الكثير من مالكي وكالات كراء السيارات من تلاعبات الزبائن المختلفة، والتي تشمل عدم التصريح بالحوادث المرورية التي تتعرض لها المركبات، وتجاوز المدة المحددة لتسليم السيارة. فيما يقوم آخرون بالتحايل بشكل أكبر من خلال ترك وثائق مزورة. في هذا الصدد كان لنا حديث مع بعض الذين كانوا ضحايا لهذه الممارسة من الزبائن، محمد خلفي، صاحب وكالة كراء سيارات يقول:” أكثر ما يخاف منه مالك وكالة هو الوقوع في يد عصابة أو شخص محترف في التلاعبات والنصب، كالذي حدث معي عندما قام أحد الموطنين المغتربين بتسليمي جواز سفر منتهي الصلاحية، وقام باختيار سيارة فاخرة سلمها لأحد أقربائه بعد عودته للمهجر، ولم أتمكن من استرجاع المركبة إلا بعد أن قدمت شكوى تمكنت مصالح الأمن من خلالها من استرجاع سيارتي”. ومن جهته يقول مراد، موظف في إحدى الوكالات، أن صاحب هذه الأخيرة يشدد عليهم الالتزام بقوانين الوكالة، والتي تفرض على الزبون تسليم الوثائق الضرورية والتي تخضع للفحص والمعاينة من طرف العاملين بها، حتى يتجنب الوقوع في فخ المتلاعبين الذين يتعاملون بوثائق مزورة لسرقة السيارات.