يقترن الصيف عند معظم الجزائريين بشد الرحال إلى أماكن مختلفة من الوطن بغية التمتع بالهواء العليل و زرقة البحر النقي في مختلف شواطيء الجزائر الجميلة. ومعروف عن الجزائري ولعه بالتنقل والسفر خلال فصل الصيف، وهو ما يتطلب توفر سيارة من أجل استمتاعه و عائلته بالعطلة. وإن لم تكن موجودة، فهذا لا يعني بالضرورة تبخر حلم العطلة مع العائلة على أحد شواطئ الجزائر الخلابة وغاباتها الساحرة. الحل موجود دائما وقد وجد البعض في كراء سيارات للحظات وأيام معينة حلا أمثلا، إذ تعرف وكالات كراء السيارات بعاصمة الغرب الجزائري إقبالا كبيرا من قبل المواطنين الراغبين في هذه الصيغة للتنقل والتجوال. وفي جولة لوكالات كراء السيارات المنتشرة بكثرة بعاصمة الغرب، يُلاحَظ إقبال كبير عليها خاصة من قبل الشباب للظفر بسيارة قصد السفر والتجوال وقضاء مآرب. ويشترك أكثر من شاب، حسبما لوحظ بعين المكان، في استئجار سيارات من أجل التنقل إلى شاطئ البحر و كذلك التباهي ولو لفترة قصيرة، كما جاء على لسان ثلاثة شباب اِلتقتهم ''واج'' بإحدى الوكالات بشارع ''واجهة البحر'' يفاوضون لتخفيض سعر سيارة من إحدى الماركات الألمانية والتي وصل سعر كرائها ليومين إلى ما يفوق 30.000 دينار. سفاتح'' شاب تقني في الإلكترونيك، يرى أن سعر الكراء لمدة يومين فقط مُبَالغ فيه نوعا ما، مشيرا إلى أنه لا يمكنه أن يجد المتعة الكاملة مع صديقه في نهاية الأسبوع تنسيه مشقة العمل المضني إلا إذا توفرت له وسيلة للتنقل. وهو ما جعلهم يشتركون في تحصيل مبلغ كراء المركبة. ومن جهتها، أكدت السيدة ''لويزة'' أن السيارة أصبحت عاملا لقضاء العطلة بعيدا عن ضوضاء المدينة والتعرف على الأماكن الجميلة التي تزخر بها الجزائر. لكن ''العين بصيرة واليد قصيرة''، على حد تعبيرها. وهو ما حدا بها إلى اللجوء لاستئجار سيارة مع كل نهاية أسبوع، طوال عطلتها من أجل التمتع وأولادها الثلاثة بزرقة مياه شاطئ ''مداغ'' و''الرأس الأبيض'' (كاب بلان) والساحل المستغانمي، كما ذكرت قائلة ''عدم امتلاكي لسيارة خاصة حرمني من برمجة عطلة مطولة على أحد الشواطئ، إلا أنني أحاول قدر الإمكان إسعاد أولادي الذي ينتظرون بفارغ الصبر العطلة الصيفية''. العرسان في مقدمة مستأجري السيارات وبوكالة ''النور'' لكراء السيارات، تقدم ''محمد'' شاب كان يستعد للإحتفال بزفافه بعد شهر رمضان لاستئجار ''سيارة العروس'' وسيارتين نفعيتين لدعم موكب العرس. واستأجر محمد سيارة ألمانية من نوع فاخر ''لنقل عروسه من بيت والدها إلى بيت الزوجية مقابل مبلغ 25.000دينار، إضافة إلى سيارتين للموكب ب 9.000 دينار للواحدة لمدة 24 ساعة، مشيرا إلى أنه حظي بهدية من صاحب الوكالة وهي تزيين سيارة العروس والسيارتين الأخريين. وأبرز هذا الشاب أنه على الرغم من انحداره من عائلة بسيطة، إلا أنه لا يمكنه بأي حال من الأحوال الخروج عن التقاليد في هذا المجال والتي تقضي بتوفير أفخر سيارة لنقل عروسه في يوم سعيد كهذا. ومن جهته، أكد ''سليم'' أن سيارة ''ليموزين'' كانت شرطا من شروط عائلة زوجته المستقبلية، على الرغم من أنه يمتلك سيارة رباعية الدفع جميلة وجديدة، اعتقادا منهم أن ليموزين كانت فأل خير على أختيها اللتين سبقتاها في الزواج، مشيرا إلى أنه جال لأيام في مختلف الوكالات، إلى أنه وجد سيارة بسعر 40.000 دينار لسويعات معدودة، كون موسم الأعراس ألهب الأسعار. وتوفر الوكالة مع سيارة ليموزين إضافة إلى تزيينها سائقا خاصا، مخافة أن تتعرض السيارة لحوادث مرور في حالة غياب سائق متخصص بقيادتها. أسعار متباينة وأذواق مختلفة وتتراوح أسعار الكراء -حسب صاحب وكالة- '' ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف دج لمدة 24 ساعة للسيارات النفعية ''المتوسطة''، ومن 15 ألف إلى 40 ألف دينار للسيارات الفخمة الفارهة، فيما يصل سعر كراء سيارة ليموزين ما يفوق 50.000دينار لليوم الواحد. كما ترتفع الأسعار في حال طلب سائق خاص مع استئجار السيارة بمقدار 7.000 إلى 12.000دج للسيارات العادية ليصل حتى 15 ألف دينار. وأوضح المتحدث أن أغلب الطلبات تكون ليوم واحد سواء للتنقل أو لحضور مواكب الأعراس، وأن موسم الإصطياف يشهد تغيرا في المعايير، مشيرا إلى أنه غالبا في أوقات الذروة كما هو الحال في شهر جويلية، تستنفذ سيارات الكراء لعدة أيام على الرغم من إرتفاع أسعارها خلال تلك الفترة، مرجعا ذلك إلى موسمي العطل والأعراس وكذا عودة المغتربين إلى أرض الوطن. إقبال متزايد للمغتربين على هذه الصيغة وعلي صعيد آخر، كشف العديد من أصحاب وكالات السيارات بأن أغلب زبائنهم، في هذه الفترة بعد العرسان، هم المغتربون الذين وجدوا في كراء المركبات طوال فترة تواجدهم بأرض الوطن أمرا مفيدا. وفي هذا الصدد، أشار كمال، مسير وكالة بشارع العربي بن مهيدي، أن كراء السيارات يجنب المغتربين عبء إحضار سياراتهم معهم خاصة مع التكاليف الباهضة لشحنها من وإلى مواطن إقامتهم. وأضاف أنه فتح موقعا على شبكة الأنترنت حتى يتمكن زبائنه المعتادون على الإتصال به واستئجار سيارات قبل وصولهم إلى أرض الوطن، مشيرا إلى أنه يعتمد تخفيضات في حالة تعدت مدة الكراء عشرة أيام. وذكر ''نزيم'' جزائري مقيم ببلجيكا، أنه قام بكراء سيارة لمدة 20 يوما بمبلغ 170.000دينار، وهو الشيء الذي إعتاد عليه كل سنة من أجل التخفيف من مشاكل شحن سيارته الخاصة من بلجيكا.