أنعشت انتقادات الرئيس بوتفليقة أمس، لتصريحات سعداني، ومحاولاته المساس بمؤسسات الجمهورية، خصوم الأمين العام للأفالان الذين يبحثون عن الإطاحة به قبل نهاية الشهر، في وقت وجد فيه مكتبه السياسي، الذي عبر في وقت سابق عن تضامنه معه في تهجمه على الجنرال محمد مدين، نفسه في حرج، محاولين التأكيد أن سعداني ليس المقصود بل باقي السياسيين. اعتبر منسق حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني، محمد الصغير قارة، أن برقية رئيس الجمهورية صاعقة في وجه من يصطادون في المياه العكرة ويحاولون إشعال نيران الفتنة، وابتزاز الجزائريين. وقال في اتصال مع ”الفجر” إن الرئيس بوتفليقة يدافع عن المصلحة العليا للبلاد، ورسالته ضربة قوية لعمار سعداني وكل من يحاول أن يعبث باستقرارالبلاد ويسيء لمصلحة الاستخبارات. ”سقطت الأقنعة.. بوتفليقة فضح سعداني” وأضاف المتحدث أن رئيس الجمهورية يدافع في رسالته القوية، عن المصلحة العليا للبلاد، ويرد على بعض التصرفات الصبيانية لأناس يفتقدون للنضج السياسي، ولا يدركون حجم المسؤوليات التي بلغوها، لافتا إلى أن منصب الأمانة العامة للأفالان أكبر من سعداني الذي أساء كثيرا للحزب، نافيا أن يكون الرئيس بوتفليقة قد تأخر في الرد على سعداني. وتابع بأن ”الرسالة لم تكن متأخرة بل جاءت في الوقت المناسب بعد سقوط الأقنعة والوقوف على حقيقة”. من جهته، أوضح القيادي عبد الحميد سي عفيف، أن رسالة الرئيس تؤكد أن عمار سعداني خطر على توازنات البلاد واستقرارها، والدليل أن الجزائر لم تشهد حملة ضد المؤسسة العسكرية منذ الاستقلال كالتي تشهدها اليوم وباعتراف رئيس الجمهورية شخصيا. وأبرز في تصريح ل”الفجر” أن رسالة بوتفليقة وضعت حدا للخرجات الخطيرة لعمار سعداني، وأكدت أن منصب الأمين العام ما زال شاغرا ويتوجب التعجيل في انتخاب قيادة جديدة في أقرب وقت ممكن. ونصح سي عفيف الأمين العام الأفالان بأن يفهم رسالة بوتفليقة، ويترك الأمانه العامة لمن يستحقها. وتابع بأن سعداني لم يعد منبوذا في الأفالان فقط، بل في الجزائر كلها. وأضاف أن المرحلة الراهنة تقتضي تهدئة الأوضاع، خاصة مع السخط الذي يعيشه جميع الجزائريين والتحديات الإقليمية. ناصر لطرش: ”بوتفليقة فضح سعداني ومن يقفون وراءه” أكد عضو اللجنة المركزية، لطرش ناصر، أن رسالة بوتفليقة لا تستهدف أمين عام الأفالان عمار سعداني وحده، بل كل محيطه ومن يوحي إليه، وأضاف أن الرئيس بوتفليقة عبّر صراحة عن رفضه لتصريحات عمار سعداني، ضد المؤسسة العسكرية التي حافظت على وحدة البلاد واستقرارها، لافتا إلى أنه حتى وإن تأخر الخطاب نوعا ما، إلا أن الوقت مناسب لإحباط كل المؤامرات. السعيد بوحجة ل”الفجر”: ”بوتفليقة لا يتحدث عن سعداني.. بل إنذار للطبقة” في ذات السياق، أشار الناطق الرسمي لحزب الأفالان، السعيد بوحجة، أن الرئيس بوتفليقة لا يقصد عمار سعداني، لا من قريب ولا من بعيد، في رسالته الأخيرة، إنما هي إنذار لكامل الطبقة السياسية التي حاولت توظيف المؤسسة العسكرية لمصالحها الشخصية، وقال في تصريح ل”الفجر” إن رئيس الجمهورية كان واضحا في رسالته، وأن الأمر لا يتعلق بشخص الأمين العام للأفالان بل بالسياسيين الذي يستغلون المؤسسة العسكرية لمآرب شخصية، دون أن يوضح من يقصد بالسياسيين الذين يعتقد أن بوتفليقة يحذّرهم من إقحام المؤسسة العسكرية. ويرى بوحجة أن بوتفليقة يطمئن الجزائريين في رسالته بأنه موجود ويتابع الأوضاع في الداخل والخارج، وأنه على دراية بالتحديات التي تواجهها الجزائر على الحدود.