بلديات الضاحية الشرقية.. مدن ساحلية تستغيث! تعرف الحركة التنموية بالبلديات الساحلية الواقعة بالضاحية الشرقية للجزائر العاصمة، والفقيرة من حيث نوعية الإيرادات، وتيرة بطيئة، جعلت وجه هذه المدن شاحبا من حيث طبيعة البنى التحتية والمرافق العمومية الأساسية المبرمجة، كمشاريع تستجيب لحاجيات المواطن فيها، مقارنة بالإمكانيات الطبيعية السياحية التي تتمتع بها، وجعلت المصالح الولائية تفكر في تحويلها إلى أقطاب سياحية. تعتبر منطقتا برج الكيفان وبرج البحري إحدى المناطق التي لاتزال تتخبط في ظل غياب جمعيات تناضل من أجل تحسين الوضع بها، غير أن قدرتها على تغيير الأوضاع نحو الأحسن تظل محدودة، ليبقى سكان هاتين البلديتين يكابدون الظروف القاسية في ظل تجاهل السلطات لمشكل مراكز العبور التي أغرقت مدينتهم وجعلتها تعج في الفوضى، رغم أنها تصنف من المناطق السياحية التي تستقبل آلاف السياح. أزيد من 3400 بناية فوضوية موزعة على 12 موقعا ببرج الكيفان لاتزال العائلات القاطنة ببلدية برج الكيفان ”الغنية الفقيرة” تصارع ويلات النقائص الكبيرة رغم موقعها الاستراتيجي الهام الذي يبقى الحل الوحيد للجهات المعنية لإنقاذ نفسها ورفع مداخيلها الجبائية، وذلك ببرمجة مشاريع في هذا الاتجاه. غير أن بيوت الصفيح التي تتخبط فيه جل البلديات يبقى العائق الوحيد الذي يعرقل سير اغلب المشاريع نظرا لغياب العقار الذي يرهن جملة المخططات التنموية التي تسعى السلطات لتجسيدها. وأحصت مصالح بلدية برج الكيفان أزيد من 3400 بناية فوضوية منتشرة عبر جهات عديدة من إقليمها، حيث تتخذ بيوت الصفيح من حواف الأودية موقعا استراتيجيا لها، مشكلة بذلك مدن موازية تتجمع عبر 32 موقعا يغطي أرجاء المدينة. ويعتبر الحي الفوضوي ”الباخرة المحطمة” أو”باتو كاسي”، كما هو شائع لدى أهالي المنطقة في المرتبة الأولى بأزيد من 526 منزل. كما تتنوع التسميات وتتعدد مواقع بيوت الصفيح بين درڤانة المسجد، درڤانة السوق المغطاة، الملحقة، علي عمران 1.2.3، علي الصادق 01 غابة فايزي، الدوم حسن الجوار، حراڤة كوطاس، القاعدة البحرية، موقع درباج، قايدي المقبرة 1.2.3، قايدي المنطقة الصناعية، سعيدي الإخوة سعيدي.. وغيرها من المواقع. وتفتقر الأحياء السالفة الذكر لأدنى مقومات وشروط العيش الكريم، فضلا عن تدهور المحيط. كما يشتكي قاطنوها نت غياب النظافة وتصاعد الروائح الكريهة، ما أدى إلى تكاثر الحشرات الضارة، وهو الأمر الذي انعكس بصورة سلبية على الصحة العمومية، حيث يشتكي أغلب أفراد العائلات القاطنة ببيوت الصفيح التي قامت ”الفجر” بزيارتها، العديد من المشاكل الصحية نتيجة المعيشة الصعبة، فالأمراض التنفسية والصدرية المزمنة طغت على الكبير والصغير، إلى جانب غياب الأمن، ما أدى إلى انتشار الجريمة وتعاطي بعض شبانها للمخدرات. ويأمل السكان أن تشملهم عمليات ترحيل إلى سكنات اجتماعية في أقرب الآجال، تخلصهم من الجحيم وضنك العيش الذي يطبع حياتهم اليومية. 006 عائلة ببيوت من صفيح تزين شاطئ ”كوكو ” ببرج البحري؟! أحصت مصالح بلدية برج البحري أزيد من 600 عائلة تقيم بالحي منذ أكثر من 10سنوات، ليرتفع العدد إلى أكثر من ذلك بعد عمليات التحيين التي باشرتها السلطات في إطار التعليمة التي توجه بها والي العاصمة ل”الأميار” من أجل ضبط القوائم النهائية لعملية الترحيل الكبرى التي تخص مراكز العبور. وأكد عدد من السكان أن فيلات بشاطئ ”كوكو” تختفي وراءها حوالي 600 عائلة ببيوت من صفيح وسط أجواء لا توحي أننا دخلنا حيا سكنيا يسمى حي ”الصومام”، بقدر ما كان المشهد يترجم لنا صورة بيت عائلة واحدة وسط جو بيئي يثير الاشمئزاز، الفضلات والنفايات المتراكمة التي تطبع مدخل تلك الأكواخ التي تنبعث منها روائح كريهة تخنق الأنفاس.. وأمام ضنك العيش وافتقار قاطني حي الصومام بشاطئ ”كوكو” لأهم مرافق الحياة وسبل الراحة، وفي ظل عدم إيجاد نداءاتهم وشكاويهم المتكررة إلى مسؤولي بلدية برج البحري بخصوص تحسين الظروف المحيطة بهم الآذان الصاغية، بعد أن استنزفوا كل السبل للحصول على سكنات محترمة، خاصة أن معظمهم من ذوي الدخل المحدود، وهو الوضع الذي لا يمكنهم من شراء أو حتى كراء سكن لائق في ظل أزمة السكن الخانقة وارتفاع الأسعار التي تشهدها البلاد.. ليجدوا أنفسهم يعيشون الحرمان والمعاناة ويصارعون ظروف الحياة القاسية، على غرار التصدعات البليغة والرطوبة العالية التي تحاصرهم في كل مكان، والتي باتت تشكل خطرا على صحة قاطنيها، لاسيما مرضى الحساسية والأمراض الصدرية التي تزداد حالتهم سوءا في فصل الشتاء. وعليه يترقب السكان في آن واحد عن الإفراج عن قوائم السكن التي ستباشرها الجهات المسؤولة بعد إعلانها أنها ستكون في القريب العاجل، واستغلال المساحة التي يقطنون فيها في إطار المشروع الولائي الذي يسعى زوخ لتجسيده بعد عملية الترحيل المقبلة.