الإشكال ليس في العهدة الرابعة وإنما في إفلاس النظام دعا رجل الإصلاحات، مولود حمروش، إلى إحداث تغيير على الطريقة الروسية، من خلال تدخل الجيش وممارسته لمهامه الدستورية في حماية الشعب والوطن والحريات، بعيدا عن سيناريو الربيع العربي، داعيا النظام لتسليم الحكم بطريقة سلسلة ومرنة، ”لأنه أفلس”، وهذا ”تفاديا لأي صدامات قد تجر الجزائر لنتائج غير محمودة، لأن الوضع في حالة انسداد غير مسبوق”، على حد تعبير حمروش. قدم رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، تقييما سوداويا عن الوضع الحالي في جانبه الاقتصادي والسياسي، مستبعدا أن يكون الإشكال حول العهدة الرابعة أو بوتفليقة أو غيره من المترشحين، ولخص جوهر الإشكال في حالة الانسداد والاحتباس التي يعيشها النظام، والشلل الذي أصاب المؤسسات برمتها بشكل يحتم ”الإقدام على تغيير هادي بأن يقوم النظام بتسليم مقاليد الحكم وتبني تغيير كامل، لأن الوقت قد حان”. ... الجيش مدعو للفصل وحماية الحريات والإرادة الشعبية مولود حمروش، الذي أطل على الشعب في ندوة صحفية نشطها بفندق السفير، قال إن ”الجيش مهمته الأساسية الدفاع عن الجزائر ترابا وشعبا”، وارتكز حله للأزمة على مهمة الجيش بأن ”يقوم بحماية الحريات”، وواصل بأن ”الجيش لابد أن لا يكون طرفا في الصراعات السياسية والإيديولوجية، ومهمته الفصل والميل لخيارات الشعب”، مضيفا أن ”قوات دفاعنا تواجه ضغطا والمتعاملين الاقتصاديين أيضا”، وأبرز أن الوضع الراهن لا يتقبل مزيد من الانتظار، كون النظام أفلس، وشبهه بالشجرة التي لم تعد تنتج والتي انتهت مهمتها، وذكر أن الحتمية الطبيعة تقتضي سقوط هذه الشجرة، وقدم الحل بأن يكون هناك سقوط مبرمج لهذه الشجرة، ومرتب بشكل لا يحدث أي ارتدادات أو مآس، لأن الوقت قد حان، مشددا أنه ”لا يوجد صراع داخل نظام الحكم، وإنما وقته قد انتهى، ولم يعد صالحا لمواصلة المسيرة... أريد إسقاط النظام بطريقة هادئة”. ... السلطات المضادة جزء آخر من آلية التغيير ومن بين الآليات التي تناولها مولود حمروش تفعيل دور السلطات المضادة من أجل ضمان إرساء الديمقراطية، واعتبر هذه السلطات النشيطة عنصرا مهما في ضمان سيرورة التغيير، ولخصها في الجمعيات والنقابات والسلطات الأخرى المضادة التي قد تصل حتى للسلطات الأمنية التي تراقب أداء الحكومة وتصحح الأخطاء في الوقت المناسب، واستدل بتوسع الاضطرابات على مستوى جميع القطاعات رغم الجهود التي تقوم بها الحكومة، ”لأن التجسيد سيئ على الميدان”. وبالنسبة لحمروش فإن توسيع هامش الحريات أمر مهم في إرساء الديمقراطية، يكون متبوع باستقلالية القضاء وغيرها من العناصر الأخرى المتعددة، داعيا النظام إلى الاستلهام من التجارب الغربية وليس العربية، وقال إن النماذج الغربية كانت نتائجها ضامنة للديمقراطية وللتحول الديمقراطي، وهي النماذج التي قامت أنظمتها على تسليم السلطة والخضوع للإرادة الشعبية. ... الانتخابات ليست آلية لضمان إرادة الشعب وإنما هي آلية إقصاء ومن الأمور التي اعتبرها حمروش تحصيل حاصل، هي الانتخابات، حيث أوضح أنها لا تؤدي إلى أية نتيجة، بل هي آلية إقصاء وطريقة لإضفاء الشرعية على الشخص الذي يتم اختياره، وقلل من شأن الأصوات التي تدعو للمقاطعة أو المشاركة، ”لأنها لا تؤدي إلى أي نتيجة إيجابية”، واقترح بدلا لذلك المضي باتجاه تغيير الحكم، وخاطب المسؤولين بأنه ”على المسؤولين أن ينتبهوا إلى أن الوقت الذي يقتطعونه يحب أن يكون نحو الوجهة الصحيحة، وعليهم أن ينتهوا إلى الحل الصحيح والوحي، والاتجاه نحو وضع ترتيبات ومشاهد للانتقال بالجزائر إلى مسار الدول الديمقراطية والعصرية كالدول الغربية، وعليهم الاستلهام من التجارب التاريخية”، وخلص إلى أنه حان الوقت لبناء الجزائر الجديدة بعيدا عن الجهوية، وبمشاركة جميع الأطراف بعيدا عن حسابات الماضي، وقال إنه ”علينا قلب صفحة الماضي والاتجاه نحو المستقبل وبداية صفحة جديدة”.