تمرّ الذكرى الثانية، لرحيل أميرة الطرب العربي، وردة الجزائرية، مرور الكرام بالجزائر، بينما يحتفى بها بشكل كبير واسع بمصر، التي احتضنت فنّها لسنوات طويلة، حيث تم إحياء حفل فني ضخم قاده نجوم الغناء بمصر تذكروا خلاله وردة وكرموها بإعادة أغانيها. بعد أغنية ” أيام” الأخيرة التي صورت في فيديو كليب، أخرجه مؤنس خمّار، السنة الفارطة، وتزامن عرضه مع الذكرى الأولى لرحيل أميرة الطرب العربي، وردة، لم يعرب منظموا المهرجانات والحفلات الغنائية في الجزائر بتكريم المرحومة، سيما مع اقتراب ذكرى وفاتها الثانية المصادفة ل17 ماي الجاري، حيث لم يبدو أي نية لتكريمها مثلما تفعل مصر التي حضرت لهذا الموعد منذ أيام. وأبرزها الحفل الذي أحيته الفنانة الشابة حنان الخولي نجمة برنامج المسابقات الغنائية ”ذا فويس” الخميس، على مسرح الأوبرا بالإسكندرية، بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل الفنانة ورده الجزائرية، وقاده المايسترو عبد الحميد عبد الغفار. حيث قدّمت الفنانة حنان الخولي رفقة بعض الأسماء الفنية من فرقة دار أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي، برنامجا مميزا، ضمّ ثلة من أغنيات المطربة التي تعاملت فيها مع كبار الملحنين على غرار ”إسمعوني”، ”في يوم وليلة”، ”وأنا مالي”، ”لولا الملامة”، ”يا لعبة الأيام”، ”وحشتونى”، ليل يا ليالى”، ليالينا،” العيون السود”، ”يانخلتين”، ”حرمت احبك”، ، ”قلبى سعيد”، ”بيسألونى”. بالموازاة، مع تجاهل منظمي الحفلات في الجزائر لأميرة الطرب العربي، أحيى ملك الراي الشاب خالد سهرة، أمس، الأوّل، حفلا فنيا، بمنتجع ”بورتو كايرو مول”، بالقاهرة، بعد غياب دام 6 سنوات، هذا الحفل الذي تألق فيه خالد واستمتع به الجمهور المصري وعشاق أغنية الراي من الجمهور العربي، لاقى انتقادات واسعة من قبل الجزائريين الذي عبروا عن استيائهم لمبادرة خالد، التي جاءت في وقت كان يفترض منه أن يحي حفلا بالجزائر، لتكريم وردة الجزائرية خاصة وأنّ السهرة الفنية الني نشطها بمصر تتزامن واقتراب الذكرى الثانية لرحيل وردة المصادفة ل17 ماي الجاري. تجدر الإشارة أنّ المطربة وردة ولدت في 22 جويلية عام 1932 بفرنسا ثم توجهت إلى مصر عام 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة، الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية في فيلم ”ألمظ وعبده الحامولي”، ليصبح فاتحة لإقامتها المؤقتة بالقاهرة، حتى أضيف لها مقطع في أوبريت ”وطني الأكبر” وطلب منها الرئيس الجزائري ”بومدين” أن تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، ثم عادت وردة إلى مصر التي كانت تعشق ترابها وشعبها وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصري بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم انفصالهما عام 1979، ثم جاء ميلادها الفني الجديد في أغنية ”أوقاتي بتحلو” التي خرجت للنور عام 1979 وكانت من ألحان سيد مكاوي، شاركت وردة في عدد من الأفلام السينمائية منها ألمظ وعبده الحامولي، أميرة العرب، ”حكايتى مع الزمان” و”صوت الحب”، كما قدمت مسلسل ”أوراق الورد”، وبعد أربع سنوات شاركت في مسلسل ”آن الأوان”. ورحلت وردة الجزائرية عنّا في 17 ماي 2012 تاركة ثروة فنية هائلة تمثلت في مئات الأغاني الوطنية والعاطفية التي غزت بها قلوب الملايين في الوطن العربي.