الحرب على الأبواب... والطليان أتقنوا الحساب تنافس على تنظيم الدورة الثالثة كل من فرنساوالأرجنتين، وكانت هذه الأخيرة متأكدة من احتضانها للحدث العالمي، لأن الدور كان لأمريكاالجنوبية، لكن جول ريمي عرف بنفوذه كيف يمنحها لبلاده التي استعدت لاستضافة الحدث في تسع مدن فرنسية، وقد اشترك في التصفيات 28 منتخبا أفرزت عن تأهل 15 منهم للنهائيات من بينهم النمسا، لكن الزعيم النازي هتلر انقض على جارته وضمها للرايخ الثالث قبل 3 أشهر عن موعد المونديال في عملية انشلوس الرهيبة، وأكثر من ذلك فقد أعطى قرارا بضرورة الاستفادة من أحسن لاعبي النمسا، وطبعا لم يكن أحد قادرا على رفض أي شيء يطلبه هتلر وقتها. وبالعودة للمنافسة التي جرت في الفترة الممتدة من 4 إلى 19 جوان 1938، فقد تقرر الإبقاء على نفس نظام البطولة الثانية أي مواجهات مباشرة وخروج المغلوب، وهو ما زاد من تحفظ المنتخبات مما جعل أغلب مواجهات الدور الأول تلجأ للوقت الإضافي، فيما تمت إعادة مواجهة ألمانيا مع سويسرا التي تأهلت على حساب الجرمان، بينما المفاجأة كانت من منتخب كوبا الذي أزاح من طريقه منتخب رومانيا لكنه استسلم بعد ذلك أمام السويد التي مرغته في الوحل، بعد أن هزمته بثمانية أهداف كاملة (أربعة في كل شوط). أما منتخب البلد المنظم فقد سجل انطلاقة موفقة حين قابل بلجيكا، لكن في مواجهته الثانية تعرض للسقوط على الرأس أمام حامل اللقب أيطاليا التي أبهرت الجميع في المربع الذهبي بإرادتها التي أقصت البرازيل... أما المجر فقد تأهلت دون عناء أمام الهند الشرقية (أندونيسيا حاليا) ثم سويسرا وأخيرا السويد. وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع تمكنت البرازيل من الفوز على السويد بأربعة أهداف لهدفين، علما وأن السويد أنهت الشوط الأول متفوقة بنتيجة 2-1 قبل أن تنقلب الأمور لصالح البرازيل في المرحلة الثانية بفضل مخترع الضربة المقصية ليونداس. أما النهائي فقد كان للخبرة دور كبير في تحديد الفائز، فالمنتخب الإيطالي الذي حقق سابقة بوصوله لثاني مرة على التوالي للنهائي، عرف كيف يوظف تجربة لاعبيه للاحتفاظ بالكأس التي اضطرت للتوقف 12 سنة كاملة بعد ذلك، بسبب الحرب الكونية الثانية التي اندلعت في غرة سبتمبر من عام 1939. البطاقة الفنية للمباراة النهائيةيوم 19 جوان 1938 إيطاليا 4 - المجر 2 ملعب كولومب الأولمبي بباريس، جمهور غفير زهاء 60 ألف متفرج الحكم: كابديفيل (فرنسا) الأهداف: جينو كلاوسي (د5 + د35)، سيلفيوبيولا (د16 + د82) لإيطاليا تيتكوس (د7)، جيورجي ساورسي (د70) للمجر التشكيلتان: إيطاليا: ألدو أليفيرا، ألفريدو فوني، بيترو رافا، بيترو سيرانتوني، ميشال أندريلو، يوغو لوكايتللي، أميديو بيافاتي، جوزيبي ميازا، سيلفيو بيولا، جيوفاني فيريرا، جينو كلاوسي. المدرب: بوزو المجر: أنتال شابو، جيولا بولغاز، ساندرو بيرو، أنتال شلاي، جيورجي شوتش، جيولا لازار، فيرنتش ساس، جينوفيتش، جيورجي ساروسي، جيولا شينغلر، بال تيتكوس. المدرب: ديتز أول لقب برازيلي في تاريخ نهائيات المونديال ليونيداس سجل في كل المباريات ما عدا ضد إيطاليا ليونيداس دا سيلفا، الشهير باسم ليونيداس (عاش من 6 سبتمبر 1913 حتى 24 جانفي 2004)، لاعب كرة قدم برازيلي راحل كان يجيد اللعب في خط الهجوم، لعب طوال مسيرته الرياضية في أندية ساو كريستوفاو (1929) سيريو ليبانيز (1929-1930) بونسوكيسو (1931-1932) بنيارول (1933) فاسكو دا جاما (1934) بوتافوغو (1935-1936) فلامينغو (1936-1942) ساو باولو (1942-1950)، وقد مثل منتخب البرازيل في 19 مباراة مسجلا 21 هدفا (1932-1946). شارك مع منتخب البرازيل في بطولة كأس العالم 1934 في إيطاليا حيث خرج من الدور ثمن النهائي، وفي بطولة كأس العالم 1938 في فرنسا حيث احتل المركز الثالث، ووقتها توج بلقب أحسن هداف للمونديال الثالث برصيد 8 أهداف، حين سجل حضوره في كل المباريات ما عدا مباراة الدور نصف النهائي ضد إيطاليا، وهو أول لقب برازيلي في تاريخ نهائيات كأس العالم. دول أمريكاالجنوبية تتهم الفيفا الأوروغواي رفضت مجددا اللعب في أوروبا لم تهضم دول أمريكاالجنوبية قرار الاتحاد الدولي بمنح تنظيم البطولة لفرنسا لكون الأرجنتين حسبهم أولىبذلك، ولهذا فقد قاطع هذا المنتخب البطولة ولاقى تأييدا من بطل النسخة الأولى الأوروغواي الذي رفض للمرةالثانية على التوالي المشاركة في بطولة تنظم على أرض أوروبا...؟ أول بلد منظم فاشل لم يكن يعرف الفرنسيون أنهم سيحققون نتائج متواضعة في البطولة الثالثة لكأس العالم وإلا لما استضافوها... فقد جاءت نتائج الفريق الفرنسي بعيدة كل البعد عن الآمال التي بنتها الجماهير الكروية هناك، فخرج فريقها خالي الوفاض ومن أضيق الأبواب. نوستالجيا خضرا جمال زيدان صاحب الهدف الوحيد من كرة ثابتة سجل الخضر خلال مشاركاتهم في المونديال 6 أهداف فقط 5 منها في مونديال إسبانيا، هدفين ضد ألمانيا وثلاثية في مرمى الشيلي. والملاحظ أن كل هذه الأهداف جاءت بعد بناء هجمات منسقة بفضل قوة غرفة العمليات، حيث كان وسط الميدان يزخر بأسماء رنانة في صورة المتوهج بلومي والداهية دحلب وغيرهما، وسجل الخضر هدفا يتيما في المكسيك، وهو الوحيد الذي أحرزه الخضر من كرة ثابتة وحمل توقيع المهاجم الفذ جمال زيدان الذي عدل به النتيجة في باكورة مبارياتنا بالمكسيك أمام إيرلندا الشمالية. فرغم أن المخالفات القريبة من المرمى كان تنفيذها ينحصر على الثلاثي بلومي، ماجر أو عصاد، إلا أن ضغط تلك المباراة وتأخرنا في النتيجة جعل المهاجم زيدان، وهو مهندس أغلب الأهداف الجزائرية في مونديال إسبانيا، لا يتردد في نزع الكرة بالقوة من زميله كريم ماروك ويصر على تنفيذ المخالفة، التي كان هو من حصل عليها. وبذكاء كبير استغل زيدان خطأ في تركيب الجدار الإيرلندي وتمكن من مباغتة الحارس الكهل بات جينينغس بقذفة مدفعية قوية بسرعة 133 كلم، معدلا النتيجة وموقعا أسرع هدف في الدورة من ناحية القوة. ورغم أن الخضر قد لعبوا 5 مواجهات مونديالية بعد تلك المباراة، إلا أن هدف جمال زيدان هو آخر هدف لنا في كأس العالم، وكان زيدان حاضرا في مونديال جنوب إفريقيا لكن كمتفرج، وكان يتفاعل مع كل هجمة للخضر وهو يقول: ”سجلوا لا أريد أن يبقى هدفي آخر هدف لنا في المونديال...لكن أمنيته التي لم تتحقق في بلاد الراحل مانديلا قد تتحقق ببلاد السامبا. باسم زغدي الألمان لم يهضموا منح التنظيم لفرنسا السياسة غيبت عدة منتخبات منعت الظروف السياسية في تلك الآونة عددا غير قليل من الدول من المشاركة في هذه البطولة، فقد تأهلت النمسا إلى البطولة ولكنها انسحبت بعد الاجتياح الألماني في عملية أنشلوس في مارس 1938 وبالرغم من ذلك ظهر بعض لاعبيها بالزي الألماني، كما منعت الظروف السياسة أيضاً الإسبان من المشاركة بسبب ما كانت تعانيه إسبانيا من حروب أهلية في تلك الفترة، كذلك أيضاً تغيبت كل من الأرجنتين والباراغواي، هذا إلى جانب الاعتراض الشديد الذي تقدم به الألمان بعد اختيار الفيفا لفرنسا عدوتها اللدود لتنظيم كأس العالم. المكر الأوروبي... جول ريميه أصر على إجراء المونديال ببلده اتفق مجلس الاتحاد الدولي في برلين عام 1936 على أن تكون فرنسا هي المنظمة للبطولة الثالثة لكأس العالم، في محاباة واضحة لجول ريميه. ولم يكتف الأوروبيون المسيطرون على كل شيء بذلك بل منحوا تنظيم البطولات القادمة في كل من ألمانيا ثم النمسا فتشيكوسلوفاكيا، وهو دليل واضح على التوتر الذي كان يسود العالم آنذاك قبل أن تندلع شرارة أعنف حرب كونية والتي غيرت كل شيء بعد ذلك. أصداء من الدورة أسرع هدف سجل في الثانية (35) عن طريق اللاعب السويدي ناليرن أمام المجر. سجل المجريون أعلى رصيد أهداف في البطولة حيث أحرزوا (15) هدفا. سجل في البطولة الثالثة (84) هدفا بمعدل4.67 هدف في كل مباراة. اعتبر مدرب فريق إيطاليا فيتوريو بوزو كأفضل مدرب فيما يتعلق بوضع التكتيكات التي تتعلق بتوزيع لاعبي فريقه على أرض الملعب، والخطط التي يجب أن يلعب بها. كما اعتبر فريقه أفضل من لعب دون أنانية. كان إجمالي الحضور قدر بحوالي (483000) مشجع بمعدل (26833) مشجع في كل مباراة، أما حضور النهائي فقد قدر بحوالي (55000) مشجع. سجل التاريخ أن بطولة 1938م هي أول بطولة لا يحرزها الفريق صاحب الأرض، بعد أن فازت (الأورغواي) ببطولة 1930م، و(إيطاليا) ببطولة 1934م وكلتا البطولتين على أرض كلا الفريقين. استعان المنتخب الإيطالي بلاعبين من أصل غير إيطالي وبالتحديد من (أمريكا) اللاتينية، ولكن لأن أجدادهم من أصل إيطالي، أعطتهم (إيطاليا) الجنسية!! كان المارد (البرازيلي) النائم، هو أقوى فرق البطولة، ومع ذلك لم يفز بها، وكأنه بهذا يحذر فقط ويعلن عن وجوده تمهيداً لدوره القادم! انسحبت (إسبانيا) من البطولة بسبب الحرب الأهلية التي نشبت بها! ولاقت النمسا نفس المصير حين انسحبت أيضاً ولكن لسبب آخر، وهو استيلاء (ألمانيا) عليها واحتلالها، وبالتالي جرح كرامتها !! كانت نتائج فريق (كوبا) غاية في الطرافة والغرابة، فبعد أن تعادلت مع فريق (رومانيا) الجيد 3/3، أعيدت المباراة مرة أخرى؛ لتفوز (كوبا) بها بنتيجة 2/1، لكن الغريب أن (كوبا) في المباراة التالية أمام (السويد)، انهزمت بثمانية أهداف نظيفة.. وخرجت من البطولة غير مأسوف عليها !! أكبر نتيجة لمباراة في الدورة كانت مباراة (البرازيل) و(بولندا)، وانتهت بفوز (البرازيل) بستة أهداف مقابل خمسة للمنتخب (البولندي) 6/5.