انتهت ولاية الرئيس اللبناني ميشال سليمان، منتصف ليل أمس السبت، من دون أن يتمكن من تسليم سدة الرئاسة إلى رئيس يخلفه، بعدما عجز مجلس النواب عن انتخاب رئيس خلال المهلة المحددة دستوريًا بسبب عمق الإنقسام السياسي في البلاد. وتبدأ اليوم مرحلة من الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية، وستتولى الحكومة الحالية برئاسة تمام سلام مجتمعة صلاحيات رئيس الجمهورية في انتظار انتخاب رئيس جديد للبلاد. ودعا الرئيس اللبناني ميشيل سليمان في خطاب الوداع الذي ألقاه قبل مغادرته مقر الرئاسة أمس، في اليوم الأخير من ولايته، النواب إلى انتخاب رئيس جديد ”من دون إبطاء” حفاظا على استقرار المؤسسات، بعدما عجز البرلمان عن إنجاز الاستحقاق بسبب الانقسام السياسي الحاد. وجدد سليمان من جهة ثانية دعوة حزب الله إلى الانسحاب من سوريا حيث يقاتل إلى جانب القوات النظامية، معتبرا تدخله في الأزمة السورية خطرا على الوحدة الوطنية في لبنان المنقسم على خلفية النزاع السوري. وقال سليمان في احتفال دعا إليه في القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت ”أما وقد شارفت الولاية على الانتهاء بعد ساعات ولم نتمكن من انتخاب رئيس جديد للبلاد ضمن المهل الدستورية فإنني أهيب بالمجلس النيابي والقوى السياسية الممثلة فيه إتمام الاستحقاق الرئاسي من دون إبطاء وعدم تحمل مسؤولية ومخاطر خلو الموقع الرئاسي بصورة تتنافى مع الديمقراطية”. يذكر أنّ المجلس النيابي قد دُعي إلى انتخاب رئيس خمس مرات في فترة الشهرين التي سبقت انتهاء الولاية والمحددة من الدستور. ولم ينجح في المرة الأولى بتأمين النصاب القانونية (الثلثين) المطلوبة لفوز أحد المرشحين بينما عجز في المرات اللاحقة عن الالتئام بسبب عدم اكتمال نصاب الجلسات المحدد بغالبية الثلثين كذلك (86 من أصل 128 نائبًا عدد أعضاء البرلمان).