قال اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، بأن الحشود التي خرجت للتظاهر يوم الجمعة في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، تأييدا له، قد أعطته تفويضا لمكافحة الإرهاب. كان الآلاف تجمعوا الجمعة في طرابلس وفي بنغازي دعما لعملية ”الكرامة” مطالبين حفتر بمواصلة عملية ”تطهير البلاد من الإرهاب”. وتعهّد حفتر بأن يكون في مستوى مطالب الجماهير الشعبية الليبية ويطهر البلاد مما وصفهم ب ”الإرهابيين والمتطرفين والمسلحين”. وفي بيان قرأه عبر تليفزيون الأحرار الليبي، خاطب حفتر الليبيين قائلا ”أيها الشعب الليبي، أنت أصدرت أوامرك. ولا رجعة عن قبول التفويض ومواجهة التحدي”، وأضاف إن قواته لن تعود إلى ثكناتها حتى تهزم الإرهاب، داعيا الشباب الليبي إلى الانضمام إلى صفوفه وإما ”مواجهة العقاب”، دون التطرّق إلى نوعيته. وصدر بيان عن المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة يطالب كل العسكريين بالالتحاق فورا بمعسكراتهم، محذرا من يتأخر عن الالتحاق خلال 48 ساعة بإجراءات ”قانونية صارمة.” كما أعلن تأييده الكامل لإجراء الانتخابات التشريعية في ال25 من الشهر المقبل، قائلا ”نريد نظاما ديمقراطيا يسعد به الليبيون، والديمقراطية نظام وليست فوضى. نحن في مرحلة فوضى حقيقية، والديمقراطية لها شروط”. ونفى حفتر أن يكون قد أجرى اتصالات مباشرة مع المرشح للرئاسة المصرية عبد الفتاح السيسي، لكنه أكد أنه من أشد الداعمين لترشحه. وقال، في مقابلة أجرتها معه قناة إذاعية، إن ”السيسي مرشح الشعب المصري ونسعد بنجاحه، لأن هذا الرجل نتوقع أن يكون من خيرة الرجال الذين تقدموا لقيادة مصر”. وأضاف حفتر أنه ”بعد جمال عبد الناصر لم نر أحدا مثله، ونتمنى أن يكون هذا الرجل في هذا المستوى لرفع الروح المعنوية الهابطة لدى العالم العربي كله”. ومن جانب آخر، نفى اللواء حفتر أن تكون العملية التي يقودها منذ أكثر من أسبوع ضد من وصفهم بالميليشيات الإسلامية المتشددة، هي محاولة انقلابية على السلطة في البلاد، وأكد أن هدف العملية هو تطهير البلاد من المسلحين الأجانب ومن التكفيريين، وليس إحداث انقلاب. وبخصوص رغبته في السلطة، قال إنه ليس طالب سلطة ولا نية لديه في الترشح للرئاسة، ”لكن إذا أراد الشعب أن يرشحني فسأتقدم، ولكن في الوقت ذاته أنا في موقع لأرصد كل حركات الحكومة والرئاسة المؤقتة وسنتدخل إذا ساءت الحالة بين الحاكمين والمحكومين”. ومن جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه العميق من تطور المواجهات المسلحة في ليبيا خاصة الحشود العسكرية في طرابلس داعيا جميع الأطراف الى التقيد بالالتزامات القانونية لضمان حماية المدنيين. وذكر بان في بيان ليلة أوّل أمس ان المواجهات المسلحة تقوض التضحيات التي قدمها الشعب الليبي أثناء نضاله من أجل الحرية والكرامة وخاصة في هذه المرحلة الحاسمة في عملية الانتقال السياسي. وحث جميع الأطراف على الامتناع عن تقويض التحول الديمقراطي واستئناف الحوار مؤكدا على دعمه الكامل للجهود التي يبذلها مبعوثه الخاص ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا طارق ميتري ”الذي يقف على أهبة الاستعداد لتسهيل الحوار من اجل السلام والوحدة الوطنية في البلاد”. ومن جهتها، أعطت السفيرة الأمريكية لدى ليبيا ”ديبورا جونز” إشارات واضحة ومحددة عن موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية إزاء التطورات الجارية في ليبيا، خلال مشاركتها مؤخرا في ندوة بمركز ستيمسون للأبحاث حول الشرق الأوسط حيث رأت السفيرة ”جونز” أن تعيين أحمد معيتيق في منصب رئيس الوزراء ”كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير” ما يعني أن أيام حكومة معيتيق بات معدودة. وبشأن حفتر قالت السفيرة ”ديبورا” أن اللواء المتقاعد ”خليفة حفتر” الذي أطلق على تحركاته في بنغازي يوم الجمعة الماضي”معركة الكرامة ضد الإرهاب”، ”لم يطرح نفسه حاكما في المرحلة المقبلة وأن الليبيين يرحبون بما يقوم به حفتر ولكنهم لا يريدون دكتاتورا آخر” وفيما اعتبر مساندة ضمنية لما يقوم به حفتر، قالت السفيرة: ”لا يمكنني إدانة حفتر.. قوات حفتر تقوم بتحذير المدنيين للابتعاد عن مناطق المواجهة.. ويقوم بقتال مجموعات محظورة لدينا”، وأكّدت على أن واشنطن ليست في ليبيا ”من أجل النفط أو حل قضية المهاجرين غير الشرعيين” وبشأن الإسلاميين قالت السفيرة”جونز”: ”نحاول الحوار مع الجميع.. وعلينا إبعاد الميليشيات بغض النظر عن دورها في القيام بدور سياسي في ليبيا، ورغم أنها شددت على أنه ليست كل الميليشيات في ليبيا متطرفة، إلا أنها رأت أنه يتعين على جميع الميليشيات الترجل ومغادرة المشهد” ودعت السفيرة بالمناسبة الليبيين جميعا للاتفاق على خارطة طريق مؤكدة دعم بلادها لمثل هذا التوجه.