الجنرال حفتر يرى في المظاهرات المناهضة للعنف تفويضا شعبيا له اعتبر الجنرال الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، الذي يقود عملية عسكرية ضد من يصفهم ب”الإرهابيين” في مدينة بنغازي، المظاهرات التي شهدتها هذه الأخيرة والعاصمة طرابلس الرافضة للعنف بمثابة تفويض صريح له من الشعب بمكافحة الإرهاب.
وقال حفتر إنه قبل هذا التفويض وإنه سيواصل عمليته العسكرية التي اعتبر أنها لن تشكل عائقا أمام المسار الانتقال الديمقراطي في وقت تنتظر فيه ليبيا تنظيم انتخابات تشريعية في ال25 جوان القادم. وينفذ حفتر البالغ من العمر 71 عاما منتصف الشهر الجاري عملية عسكرية ضد معاقل مليشيات مسلحة إسلامية بمدينة بنغازي أطلق عليها اسم “كرامة ليبيا” بدعوى محاربة الإرهاب في مواجهات خلفت مقتل ما لا يقلعن 79 قتيلا. ودفع تفاقم الوضع الامني في البلاد بآلاف الليبيين إلى الخروج في مظاهرات سلمية حاشدة في كل من بنغازي والعاصمة طرابلس للمطالبة بنبذ العنف والمطالبة بعودة الأمن والاستقرار اللذين افتقدوهما منذ اندلاع ثورة 17 فيفري ضد النظام الليبي السابق. وهي المظاهرات التي سارع حفتر إلى اعتبارها رسالة دعم قوية من الشعب الليبي لاستكمال عمليته العسكرية التي أدانتها بشدة السلطات المؤقتة في طرابلس خاصة من طرف المؤتمر الوطني العام “البرلمان” الذي اتهمه بتنفيذ انقلاب عسكري والاستحواذ على السلطة بالقوة. وبينما جددت الحكومة الليبية موقفها الصارم في محاربة الإرهاب بكل أشكاله فإنها أكدت رفضها القاطع “لاستغلال هذا الأمر لبلوغ أهداف سياسية أو خاصة” في إشارة واضحة إلى الجنرال المتقاعد. واعتبرت أن “خروج آلاف الليبيين للتظاهر في شوارع بنغازي وطرابلس يظهر الحاجة لاحترام الشرعية واستكمال بناء مؤسسات الدولة والتي يأتي في مقدمتها إنشاء جيش وطني وشرطة”. وإلى غاية الآن لم تتضح بعد أهداف الجنرال المتقاعد من وراء تنفيذه عمليته العسكرية وإلحاحه على مواصلتها إلى غاية القضاء على هذه المجموعات المسلحة. وهو ما أكده محللون محليون اعتبروا أن أهداف عملية “كرامة ليبيا” تبقى غير واضحة خاصة وأن المبادر بها لم يكشف عن كامل نواياه كما أنه لم يشرح كيف أعطى لعمليته العسكرية بعدا شعبيا. وفي ظل سيادة الغموض على المشهد الليبي، دعا الأمين العام الاممي بان كي مون كل الأطراف الليبية إلى الابتعاد عن كل تصرف من شأنه تقويض المسار الانتقالي الديمقراطي والعودة إلى طاولة الحوار. ولم يخف بان كي مون قلقله الشديد من تداعيات أعمال العنف واستمرار المواجهات المسلحة بين مختلف التشكيلات المسلحة في هذا البلد في ظل عجز السلطات الرسمية في احتواء الفوضى العارمة التي يتخبط فيها هذا البلد. وطالب الرقم الأول في الأممالمتحدة في بيان له مختلف الأطراف وخاصة زعماء المليشيات المسلحة بالابتعاد عن لغة السلاح وتغليب لغة الحوار من أجل الحفاظ على أهداف الثورة التي أطاحت بالنظام السابق ودفع الليبيون ثمنها غاليا من أرواح أبنائهم.