كشف أمس رئيس الفيدرالية الوطنية للصيد البحري والموارد الصيدية بلوط حسين في تصريح للفجر عن استقبال سواحل 14 ولاية من الوطن سنويا كميات ضخمة من المياه القذرة زادت من حدة التلوث، وقتل العشرات من أنواع الأسماك وهجرة البقية الأخرى إلى سواحل دول مجاورة. وذلك بعد الرمي العشوائي والكبير للنفايات في السواحل الجزائرية. وذلك ما بات يسجل سنويا من حالات تسمم في الشواطئ نتيجة تناول بعض المصطافين لمياه البحر الملوثة ومنها شواطئ وهران التي تصب فيها زيوت وسموم المنطقة البتروكيماوية لسوناطراك التي ترمي بفضلات مركباتها في البحر يوميا. بالرغم من وجود ترسانة من القوانين إلا أنها تظل غائبة في التطبيق بعدما أصبحت وزارة فروخي عاجزة عن تفاعل مع الظاهرة، في الوقت الذي تطلق فيه كل سنة مبادرة الموانئ الزرقاء، إلا أنها لم تعد مجدية ومحاولة فاشلة أمام تواجد أطنان النفايات المتواجدة في البحر، بعدما أصبحت الثروة السمكية عبر طول الشريط الساحلي الممتد على مستوى 14 ولاية ساحلية مهدد بالتلوث جراء القاذورات والنفايات السائلة التي تتدفق في الشواطئ والناجمة من مخلفات المؤسسات الصناعية. وكشف بلوط أن ما يصب في البحر من قبل مجمع سوناطراك من سموم كيماوية خطيرة وغازات ومياه ساخنة منبعثة من مصانع الشركة ومركباتها أصبح يدق ناقوس الخطر بضرورة إعداد استراتيجية عمل متواصلة، لحماية سواحلنا من التلوث الكبير والذي كان وراء تقلص إنتاج السمك وارتفاع أسعاره. كما تم إحصاء رمي سنويا 60 مليون طن من النفايات السائلة تصب في البحر المتوسط.