لاقت مسرحية ليلة غضب في عرضها العام الذي قدم بمسرح باتنة الجهوي، إعجاب عشاق أب الفنون الذين صفقوا لها مطولا وتفاعلوا مع أحداثها على مدار أكثر من ساعة. وجاء هذا العرض الذي أخرجه لمسرح باتنة الجهوي المسرحي، جمال مرير، وكتب نصه محمد بورحلة في 6 مشاهد غلب عليها طابع الخيال الممزوج بالواقع حيث جمع النص بين المأساة والإضحاك، مما أضفى على العمل -حسب الفنان المسرحي محي الدين بوزيد- طابعا مميزا زاد من إعجاب الحضور. وتروي أحداث هذه المسرحية التي تعد ثاني إنتاج لمسرح باتنة خلال سنة 2014، قصة أربعة إخوة تفاجأوا بوجودهم في السجن لسبب يجهلونه فإنهاروا بمرور الأيام وانسلخت عنهم آدميتهم وأشرفوا على الجنون وراحوا يتعقبون الجرذان والصراصير رفيقهم الوحيد في الزنزانة. وبعد سنة من العزلة والحياة المزرية يعلمون سبب سجنهم ويتم إخبارهم بالعقوبة التي تنتظرهم لجريمة دخولهم المدينة بعد غروب الشمس. ولم تخف الدكتورة حنيفة صالحي المختصة في علم النفس العيادي التي تابعت بإهتمام بالغ هذه المسرحية مع عدد من طلبتها بجامعة باتنة، إعجابها بالعرض حيث قالت (العرض فيه الكثير من الرمزية، بل وحمل في طياته العديد من الرسائل المشفرة التي زاد من عمقها براعة أداء أبطال المسرحية على الخشبة). أما مخرج المسرحية جمال مرير، فصرح بعد إسدال الستار على ثاني عمل يخرجه لمسرح باتنة الجهوي بعد الدالية في سنة 1997، بأن ليلة غضب هو عمل تجريبي (حاولت من خلاله تجاوز الأنماط التقليدية للمسرح بخلق تزاوج بين الفن المسرحي والتعبير الكوريغرافي). وأضاف يقول (إخترت الفضاء الفارغ الخالي من الديكور لخلق رؤية إخراجية عميقة للنص الذي كان عبثي فلسفي مشبع بالرسائل)، قبل أن يشير إلى أن (العرض كان يرتكز بالأساس على الممثل الذي جعلته يعطي بعدا آخر للمسرحية من خلال إبداعه وقوة تقمصه وتشخيصه للدور، فيما زاوجت لغة الخطاب بين النثر والشعر الفصيح مع اللجوء أحيانا للعامية لإضحاك المتلقي وتحيين الحدث). وينتظر -حسب مديرة مسرح باتنة الجهوي، مباركة تيغزة- أن تشارك هذه المسرحية الجديدة في فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف .