ليس هناك في اعتقادي أفضل من الاعتدال والتوازن، في مسألة شراء عقود النجوم وتجهيز لاعبين من أبناء الفريق. ولهذا تتحمل الإدارات مسؤولية التخطيط في هذا الشأن، لأن المدرب في نهاية الأمر يبحث عن مصلحته الشخصية. المدرب الكبير مورينهو صرف في العقد الأخير قرابة المليار وعلى وجه الدقة ”903” مليار يورو من أجل الاستقطابات، وقد تذكرت ما قاله أحد النجوم من أن مورينهو لا يعيش إلا من خلال فريق زاخر بالنجوم مكتمل عناصريا، وهو تعود على الهروب كلما وجد نقصا عناصريا في الفرق التي يدربها، على عكس آرسن فينغر مثلا الذي اشتهر بالاكتشاف والصقل والصبر. وهي إشارة إلى أن فينغر ليس أنانيا يهتم بمصلحته إلى جانب مصلحة الفريق الذي يدربه. أنشيلوتي جاء ثانيا في الشراء يليه مانشيني وبلجريني وفيركسون وفينغر وقوارديولا وسيميوني وفان غال وأخيرا يورغن كلوب. اللافت للنظر أن قوارديولا وصل للقمة، ومع ذلك لم يكن الأكثر صرفا أو بذخا وهو حافظ على التوازن. ثم إن المبالغة وصراع الاستقطاب والتركيز على لاعبين محددين من شأنه إضعاف المنتخبات، حيث تقل فرص ظهور المواهب. ما يقال عن مدربي العالم ينسحب على الكرة السعودية. تمعنت في القائمة التي اختارها مدرب المنتخب لوبيز. هل تتفقون معي: لم أجد لاعبا من فئة ”السوبر ستار” الذي يمكن الإجماع عليه أو الاتفاق على أن غيابه سيكون مؤثرا جدا. بمعنى أن الأسماء الكبيرة لم تعد موجودة منذ فترة. أعرف أن كرة القدم قد تغيرت وباتت جماعية أكثر من الماضي وضاقت مساحة الاستعراض واللعب الفردي، وظهرت أهمية جوانب الإعداد الشامل ومع ذلك لا يمكن إنكار أهمية الفوارق الفنية والمقدرة الشخصية. في خط الوسط مثلا. لاحظت في مباراة الاتحاد والعين عدم وجود عقل مفكر. معظم فرقنا إن لم يكن كلها تفتقد القائد الحركي الذي يضبط الإيقاع ويقود زملاءه ويبني هجمات الفريق. لا كبير في كرة القدم السعودية حاليا. لا شك أن النجم موجود لكن نجم النجوم غير موجود. وفي ظني أن من أكبر أخطاء أنديتنا أنها أهملت الإنتاج ولم تعد تخطط من أجل ذلك، وأضحت تتسابق على أنصاف النجوم وعلى نجوم السهر وعدم الانضباط. يدهشني أن معظم - إن لم يكن كل لاعبي الوسط - من فئة الإنهاء وليس البناء. يحدثني أحد الإداريين عن لاعبي فريقه قائلا: ”يسهر معظم اللاعبين إلى ساعة مبكرة في الصباح وينامون حتى يحين موعد التدريب ثم يأتي موعد السهرة وهكذا..”، ولذلك فإن التدريب الصباحي هو العدو الأول لمعظم اللاعبين السعوديين. ترى كيف يتطور وينتج وينتصر من لا يملك موهبة كاملة ولا تضحية من أجل الانضباط. أنصاف نجوم مع نقص حاد في ”الجدية” لا تخدم الكرة السعودية.