مشروع نظام عربي جديد لمكافحة الإرهاب بأنواعه انطلقت، يوم أمس، أعمال الدورة العادية الثانية والأربعين بعد المائة، لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية برئاسة وزير خارجية موريتانيا، أحمد ولد تكدي، الذي تتسلم بلاده رئاسة الدورة خلفا للمغرب. يطغى موضوع ”مكافحة الإرهاب” على اجتماعات الجامعة العربية في القاهرة في ظل اتساع رقعة المناطق الساخنة، من ليبيا إلى العراق، وبعد الإعلان في قمة حلف ”ناتو” عن تحالف لمواجهة ”تنظيم الدولة” المتشدد بمشاركة قوى دولية وإقليمية، كما تأتي اجتماعات الدورة الحالية للجامعة العربية، بعد تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، والنزاعات بالعراقوسوريا ولييبا واليمن والصومال، التي باتت تهدد هذه الدول والأمن القومي العربي. ناقش الوزراء العرب، يوم أمس، نحو 30 بندا ومشروع قرار انتهى منها مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين على مدى اليومين الماضيين، تتعلق بقضايا العمل العربي المشترك سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ومن بين هذه البنود، النظام الأساسي لمجلس السلم والأمن العربي المعدل، الذي كانت قد أعدته الأمانة العامة للجامعة العربية لعرضه على وزراء الخارجية العرب، وينص هذا النظام على مكافحة الإرهاب الدولي بأشكاله وأنواعه وتشكيل قوات حفظ سلام عربية، وتسوية المنازعات وإنشاء نظام مبكر للوقاية قبل نشوب منازعات بين الدول العربية، وكذا إنشاء بنك للمعلومات ونظام إنذار مبكر وتشكيل هيئة حكماء من شخصيات بارزة تتمتع بالتقدير والاحترام تكلف بمهام الوساطة تتوجه لمناطق النزاع، ليدخل هذا النظام حيز النفاذ بعد موافقة وزراء الخارجية عليه وعرضه على القمة العربية المقبلة التي تستضيفها مصر في مارس 2015. كما بحث وزراء الخارجية العر، سبل مواجهة ”تنظيم الدولة” في العراق، والأوضاع في سوريا. وعلى صعيد ”القضية الفلسطينية”، شارك الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في جلسة خاصة استعرض خلالها خطة التحرك الفلسطينية المستقبلية على الساحة الدولية، من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. جون كيري يشجع الوزراء العرب على مناقشة تهديد داعش ومن جهة أخرى، ناقش وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أول أمس السبت، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، الحاجة لاتخاذ الجامعة موقفا أقوى في التحالف الذي يتم تشكيله حاليا للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، مشددا على ضرورة تفعيل خطة عمل لوقف تدفق المقاتلين الأجانب وتجفيف منابع تمويل التنظيم، كما يتوقع أن يقوم المسؤول الأمريكي بجولة في المنطقة خلال الأسبوع الجاري في إطار بناء التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت الخارجية الأمريكية أن الجانب العسكري هو عنصر واحد في جهود التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، وأن القضاء على التهديد الذي يشكله التنظيم يتطلب وقتا وإصرارا وتنسيقا بين الشركاء العرب على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية، كما ذكر مسؤول في الخارجية الأمريكية أن كيري والعربي اتفقا على أن العراق يوجد في الخط الأمامي لمواجهة تنظيم الدولة، وأن على واشنطن ودول المنطقة والمجتمع الدولي التعاون لتقديم الدعم للسلطات العراقية لمواجهة هذا التهديد، وقد رحبت بغداد بخطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتشكيل تحالف دولي للقضاء على تنظيم الدولة، مضيفة أن هذه الخطة هي رسالة دعم قوية للعراق، وأعرب كيري عن أمله بأن تضع الدولة المتحالفة خطة شاملة لمواجهة تنظيم الدولة في وقت لاحق هذا الشهر بمناسبة اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك.