اختتمت قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" بإعلان تشكيل نواة تحالف دولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميا باسم "داعش". تضم نواه التحالف عشر دول أعضاء في "ناتو" هم: الولاياتالمتحدة، المملكة المتحدة، تركيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، الدنمارك، بولندا، كندا، أستراليا، إلا أن الرئيس الأمريكي بارك أوباما، قال في مؤتمر صحفي، إن وزير خارجيته جون كيري سيتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط، خلال أيام، لمواصلة بناء التحالف الذي يهدف إلى الحد من قدرات تنظيم "الدولة الإسلامية"، ثم تدميره في النهاية. ويحاول البعض الربط بين تشكيل هذا التحالف، وما سبق وقامت به الولاياتالمتحدة أثناء اجتياح العراق عام 2003، رفضت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف هذا الربط، وقالت "عندما نتحدث عما نفعله اليوم فإننا لا نريد أن يكون بأي شكل من الأشكال مشابها لما حدث عام 2003 خلال اجتياح العراق". وتطابقت آراء محللين سياسيين عرب مع ما قالته المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إذ يبدو التحالف الجديد - في رأيهم - أوسع انتشارا من سابقه في الجانب العربي والخليجي بصفة خاصة، حيث يتجه إلى ضم دول مجلس التعاون الخليجي "6 دول"، إضافة إلى مصر والأردن. واستطاعت الولاياتالمتحدة في تحالف "غزو العراق" عام 2003 الحصول على تأييد 49 دولة فقط على مستوى العالم، فيما عرف ب "ائتلاف الراغبين"، لكن هذا التحالف لم يكن قوياً كتحالف حرب الخليج الثانية "حرب تحرير الكويت في 1991 ضم 32 دولة. قبول دول المنطقة والخليج بصفة خاصة للتحالف الجديد التي يجرى تشكيله لمواجهة "داعش" يبدو حاضرا وبقوة هذه المرة. وكان بند "مكافحة الإرهاب" تصدر البيان الختامي لاجتماع الدورة ال132 لمجلس وزراء دول التعاون الخليجي، السبت الماضي، في مدينة جدة السعودية، مؤكدا على ضرورة "تكثيف الجهود للتعاون الإقليمي والدولي من أجل مكافحة الأعمال الإرهابية، وتقديم مرتكبي هذه الأعمال إلى العدالة والمساءلة".