بن جانة ل"الفجر": "الجزائر لن ترفض التنسيق إذا صدر قرار أممي" بدأت الدبلوماسية الفرنسية في تحريك آلتها لتكرار السيناريو المالي في ليبيا، حيث دعت على لسان وزير دفاعها، جان إيف لودريان، لتعبئة الأسرة الدولية تحت غطاء ”إنقاذ ليبيا”، واقترح توسيع الانتشار العسكري الفرنسي في اتجاه الحدود الليبية، بالتنسيق مع الجزائر التي وصفها بالعامل المهم في هذه المنطقة. ورغم أن هذا التصريح لم يحمل الطابع الرسمي، إلا أن فرنسا ستحاول تحقيق مرادها عبر تمرير طلبها خلال اجتماع هيئة المتحدة المتحدة. دعت فرنسا على لسان وزير دفاعها، جان إيف لودريان، في مقابلة نشرتها صحيفة ”لوفيغارو”، الجزائر إلى التنسيق معها قصد تمكينها من توسيع انتشار قواتها العسكرية المتمركزة بمنطقة الساحل الى الجنوب الليبي، حيث اعتبر الجزائر عاملا مهما في المنطقة. ورغم أن الطلب الفرنسي لم يأخذ بعد طابع الرسمي، إلا أن المتابعون للشأن السياسي يؤكدون أنه الخطوة هي محاولة فرنسية لجس نبض الجزائر حول مسألة التدخل العسكري في ليبيا، وهي تعلم أن الجزائر لن تشارك في أي عمل عسكري خارج حدود البلاد، وهو الموقف الذي ترجمه الوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس، عقب لقائه بالرئيس التونسي منصف المرزوقي، بتونس، حين قال إن الجزائر تسعى جاهدة من أجل تحقيق السلم والمصالحة بليبيا، والتوصل إلى تقارب بين كافة أطراف الأزمة الحالية، من خلال إطلاق حوار وطني ومصالحة ليبية - ليبية بعيدا عن أي تدخل عسكري. وأكد وزير الدفاع الفرنسي أن المسألة الليبية والتواجد الفرنسي سيتم طرحه خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الأمر الذي قد يلقى دعما دوليا، خاصة وأن فرنسا خاضت تجربة التدخل العسكري في مالي تحت غطاء إحلال السلم في المنطقة، مضيفا أن على فرنسا أن تتحرك في ليبيا وأن تعبئ الأسرة الدولية، وتابع بأنه ”لقد تحدثت بالأمر مع نظرائي الأوروبيين خلال اجتماع غير رسمي، وستكون الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة أخرى يجب انتهازها”، وحاول تبرير الفكرة بالقول ”فلنتذكر أننا قمنا بعمل جماعي ونجحنا في مالي.. تعاون عسكري واسع النطاق من أجل تحرير هذا البلد من التهديد الجهادي والقيام بعملية سياسية ديمقراطية. إن تدهور الوضع الأمني في ليبيا قد يكون سببا للوصول إلى هذا الهدف، وأشدد حاليا على خطورة الوضع في ليبيا”. وأوضح المسؤول الفرنسي أن ”الجنوب الليبي بات بؤرة للمجموعات الإرهابية، حيث تتزود بكل شيء بما في ذلك الأسلحة وإعادة التنظيم، وفي الشمال يهدد المتطرفون المراكز السياسية والاقتصادية في البلاد”. وأبرز أن الانتشار العسكري الفرنسي يجب أن يتوسع في اتجاه الحدود الليبية، وأن ”كل هذا الأمر سيتم بالتنسيق مع الجزائريين وهم عامل مهم في هذه المنطقة”. وفي ذات السياق، أكد المحلل العسكري، بن عمر بن جانة، في اتصال مع ”الفجر”، أن الطلب الفرنسي للتدخل عسكريا في ليبيا، غير مرغوب فيه على المستوى الدولي، وهو الأمر الذي قد يدفع باريس إلى طلب موافقة من الجزائر، خاصة وأن الوزير ركز على كلمة ”تنسيق وليس مساعدة”، مشيرا إلى أن الطلب الفرنسي للجزائر ضروري بحكم وزنها السياسي في المنطقة ومجاورتها لليبيا. وقال إن ”الجزائر لن ترفض التنسيق لحل الأزمة الليبية، خاصة إذا صدر قرار أممي”.