أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أول أمس الاثنين، أن الغارات الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم ”داعش” في العراقوسوريا تكلف الخزينة الأمريكية 8.3 مليون دولار يومياً، في زيادة عن الكلفة التي أعلنت سابقاً. كشف الكوماندر بيل أوربان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أنه ومنذ أن بدأت الولاياتالمتحدة غاراتها الجوية ضد مسلحي التنظيم في العراق ثم في سوريا، بلغت كلفت هذه العمليات العسكرية الأمريكية 580 مليون دولار، ويمثل هذا الرقم زيادة عن ذلك الذي أعلنه البنتاغون سابقا، والذي بلغ حوالي 7 ملايين دولار يوميا. وبحسب مسؤول في الوزارة الأمريكية، فإن السبب في ارتفاع التكلفة هو تكثيف عمليات الولاياتالمتحدة ضد التنظيم المتطرف في الأسابيع الأخيرة. وفي الوقت ذاته يرى محللون أن هذه التكلفة هي أدنى بكثير مما هي عليه في الحقيقة، على غرار تود هاريسون الخبير في ”مركز التقييمات الإستراتيجية والموازنية” في واشنطن، الذي يقدر كلفة هذه العمليات العسكرية الأمريكية بما بين 2.4 و3.8 مليار دولار سنويا. وأوضح هاريسون، في تقرير نشره في نهاية سبتمبر، أنه في حال زادت الولاياتالمتحدة من وتيرة غاراتها ضد التنظيم المتطرف، فإن هذه الكلفة سترتفع لتتراوح ما بين 4.2 و6.8 مليارات دولار سنويا، وأضاف أن الكلفة الأكبر في العملية في العراقوسوريا تذهب إلى طلعات طائرات الاستطلاع. وعلى الميدان، شنت طائرات قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، غارة جديدة على مركز لتجمع مسلحي التنظيم جنوب غربي كوباني، كما يشهد شرق المدينة اشتباكات عنيفة بين مسلحي التنظيم ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي قرب حي الصناعة. من جهة أخرى، أعلنت قوات البشمركة استعدادها للتوجه إلى كوباني عبر تركيا، بمجرد الانتهاء من وضع جدول زمني مع أنقرة بشأن ذلك. الأكراد يتهمون تركيا بالمماطلة في تنفيذ اتفاق يسمح لمقاتليهم بالالتحاق بسوريا وفي وقت سابق، اتهم مسؤول كردي سوري تركيا بالمماطلة في تنفيذ اتفاق يسمح لمقاتلي البشمركة بالوصول إلى سوريا للمساعدة في إنهاء حصار كوباني. وقال الرئيس المشارك في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، صالح مسلم، يوم الاثنين، أن مقاتلي البشمركة مستعدون منذ 3 أيام للدخول إلى كوباني التي يدافع عنها أكراد سوريا، مضيفا أنه يجهل سبب تأخير ومماطلة تركيا في السماح لهم بدخول الأراضي السورية، وذلك في الوقت الذي أكد فيه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء، أن بعض مقاتلي البشمركة من العراق سيسمح لهم بدخول كوباني عبر تركيا. داعش ينشر فيديو يظهر سيطرته على كوباني بث تنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا يتضمن صورا جوية التقطتها طائرة من دون طيار مسيرة عن بُعد لمدينة عين العرب، وأعلن فيه أن المعركة في المدينة شارفت على النهاية لصالحه. وحمل التسجيل المصور عنوان ”من داخل عين الإسلام كوباني” وفق تسمية التنظيم، وأظهرت لقطات منه معبر مرشد بينار الحدودي وصوامع للحبوب على الجانب التركي من الحدود، وقد ظهر في التسجيل الرهينة البريطاني جون كانتلي وهو يتحدث عن سيطرة مقاتلي التنظيم على مساحات واسعة من المدينة. وأشار في حديثه إلى أن القتال مع المقاتلين الأكراد المدافعين عن المدينة انتقل إلى مرحلة التمشيط ”من شارع لشارع ومن بناية لبناية”. وقال كانتلي في التسجيل أنه داخل المربع الأمني لقوات حزب العمال الكردستاني وسط كوباني، الذي قال إنه تحت سيطرة تنظيم الدولة. ونفى الرهينة البريطاني ما يذكره الإعلام الغربي من أن تنظيم الدولة يتراجع في عين العرب، قائلا بسخرية: ”لا أرى أي صحفي غربي هنا”، كما نفى تصريحات لمسؤولين أمريكيين ووسائل إعلام غربية حول مقتل المئات من التنظيم بالضربات الجوية أو تراجعهم في المدينة. واتهم كانتلي في التسجيل القادة الأكراد والمسؤولين الإعلاميين في البيت الأبيض الذين لم يسمّهم بالكذب ”ضمنيا”، عندما قال ”إن الإعلام يأخذ معلوماته من هؤلاء الذين ليست لديهم نية قول الحقيقة عما يجري على الأرض في كوباني”.