وصف أمس، وزير الخارجية المصري سامح شكري، الموقف الجزائري من مبادرة بلاده لحل الأزمة الليبية بالغامض، وانتقد عدم تحديد شروط مسبقة على الأطراف الليبية المشاركة في الحوار المرتقب. وقال شكري، على فضائية ”التحرير” المصرية، إن الأزمة الليبية أشد خطرا على مصر من نظيرتها السورية، مضيفا أن الموقف الجزائري لا يبدو واضحا من المبادرة المصرية إزاء ليبيا، وأن للرئيس السوداني عمر البشير، مصلحة ما، وتساءل عن موقف الخارجية من الشروط التي وضعتها حكومة طبرق للدخول في حوار مع الفرقاء الليبيين. وتابع وزير الخارجية المصري بأن ليبيا تشكل أولوية أولى، مشيرا إلى وجود حدود مشتركة معها بمسافة 1200 كيلو متر، وعناصر إرهابية بها، يشكل خطرا بالغا على أمن مصر، مبرزا أن القوات المسلحة قادرة على احتواء أي خطر يأتي عبر الحدود. وواصل شكري، أنه إذا كانت هناك رغبة حقيقية في الخروج من المأزق السياسي، بحوار وطني، فمن الضروري التخلي عن الخيار العسكري ونبذ العنف، واحترام إرادة الشعب الليبي التي تمثلت في الانتخابات الأخيرة، التي وضعت كل طرف ليبي في حجمه، وقال إن هناك شرعية قائمة حاليا، مستبعدا المساواة بين من يملكون شرعية الانتخابات الأخيرة وغيرهم، على أن تظل فكرة الحوار والحل السياسي قائمة. ولفت الوزير إلى وجود دول مثل السودان، والجزائر، وبعض الدول الأوروبية، تزكي إطلاق الحوار بين الفصائل الليبية دون تمسك بأية عناصر أو شروط للحوار، وتغفل نتائج الانتخابات الأخيرة، وهي وجهة نظر لا تؤيدها مصر، وأضاف أن القاهرة لديها رؤية واضحة إزاء ليبيا، وتعمل على حماية الأمن القومي لمصر، وحماية الشعب الليبي الذي لا يمكن أن تتخلى عنه في أي مرحلة، بحسب تعبيره. وتأتي تصريحات رئيس الدبلوماسية المصري بالموازاة مع انعقاد، غدا بمدينة غدامس الليبية، الجولة الثانية من الحوار الوطني الليبي بين الأطراف المتنازعة بالبلاد، والذي دعت إليه بعثة الأممالمتحدة لدى ليبيا برعاية مبعوثها الأممي برناردينو ليون. وكانت الجولة الأولى قد عقدت في 25 سبتمبر الماضي، بمدينة غدامس، بين أعضاء من مجلس النواب الليبي وبرلمانيين يمتنعون عن حضور الجلسات، وتم خلالها الدعوة إلى وقف إطلاق النار. من جانبه، العقيد الضابط المتقاعد والخبير في الشؤون العسكرية، أحمد عظيمي، اعتبر أن دعوة هيئة الأممالمتحدة قبل يومين، إلى حوار ليبي، يعني أن الجزائر فشلت في رعاية المؤتمر الجامع، وأشار إلى قوله سابقا أن مصر أفسدت الحوار ولها مصالح كبرى في ليبيا، وأوضح أنه أفسدت الحوار الليبي عن طريق دعم جهات وحركات في ليبيا على حساب أخرى، وكذا تصريح السيسي عن استعداده التدخل العسكري، كما كان رئيس الحكومة الليبية أعلن من مصر وليس من دولة أخرى، أنه لا علم له بالحوار الليبي في الجزائر.