قالت مصادر مطلعة من حزب جبهة القوى الاشتراكية ل”الفجر”، إن السكرتير الأول للحزب، محمد نبو، جمع قيادات الحزب والأمناء الفيدراليين، من أجل عرض وتقييم مسار المشاورات الخاصة بندوة الإجماع الوطني، والبحث عن مخرج لإنقاذ المشروع، في ظل الرفض الذي تواجهه المبادرة من أحزاب التنسيقية من جهة، والشروط الخانقة التي وضعتها أحزاب السلطة وفي مقدمتها الأفالان والأرندي من جهة أخرى. المصادر ذاتها قالت ل”الفجر” إن مبادرة الإجماع الوطني مهددة فعلا بالتجميد، وبالتأجيل إلى مارس أو ماي القادمين، أمام حالة الانسداد التي تشهدها في الوقت الراهن، لا سيما من الشركاء السياسيين، وخاصة الأفالان والأمين العام للحزب عمار سعداني. وأفادت المصادر ذاتها أن محمد نبو يتواجد في وضعية صعبة، بسبب أن جمع الأحزاب حول مبادرة الإجماع الوطني ستكون مرهونة بتنازلات يقوم بها الأفافاس، خاصة فيما يتعلق بنقطة المجلس التأسيسي، حيث تخرج قيادة الأفافاس في كل مرة من اجتماعاتها بممثلي السلطة، بشروط مسبقة، سواء كانوا أحزابا أو جمعيات، الأمر الذي عقد عليها المهمة أكثر في تقدير مصادرنا، وجعلها في مواجهة مع السلطة من جهة، ورفض نفر كبير من أحزاب المعارضة ممثلة في تنسيقية الانتقال الديمقراطي، من جهة أخرى. ولمناقشة هذا الوضع المتأزم، عقد السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، محمد نبو، اجتماعا مع الأمناء الفيدراليين والمنتخبين، خصص لتقييم الجهود المبذولة في إطار ندوة الإجماع الوطني، واستعراض أهم العراقيل والتحديات التي تواجه المبادرة السياسية الخاصة بالتغيير الهادئ، والاستماع للحلول الممكنة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وعقدها بحر السنة الجارية. وترى مصادرنا أن اللقاء كان محاولة من القيادة الخماسية للحزب، وفي مقدمتهم السكرتير الأول محمد نبو، لتقاسم المسؤولية مع الإطارات المحلية للأفافاس، والاستماع لآرائهم بعد العرض الذي قدمه نبو، حول المبادرة ومسارها الحالي والتحديات التي تواجهها. وتطرق اللقاء للشروط الجديدة التي قدمتها الأحزاب التي أملت شروطا مقابل المشاركة في ندوة الإجماع الوطني، وفي مقدمتها الآفالان الذي طالب برئاسة الندوة حتى يتحكم في النتائج، وضمان عدم المساس بالمؤسسات وشرعياتها، أي الرفض المسبق لأهم نقطة تتناولها مبادرة الإجماع الوطني، وهي إنشاء مجلس تأسيسي لتحضير المرحلة القادمة. وخلص الاجتماع للتأكيد على أهمية التوجه إلى القاعدة لتحسيسها بالمشروع، وذلك من تكثيف اللقاءات الجهوية والمحلية، وتفعيل دور المنتخبين أكثر.